أدانت مساء أمس محكمة جنايات العاصمة، الارهابي المكنى ب “مقاتل أبوجبل" من ولاية بسكرة بالمؤبد، إلى جانب إدانة إرهابي آخر من جنسية مالية، ب7 سنوات سجنا نافذا. بينما كان ممثل الحق العام قد التمس عقوبة الإعدام للمتهم الأول والمؤبد للثاني. وكان ينتظر من فتح الملف كشف الكثير من الحقائق عن صفقات سلاح أبرمها عمار صايفي المعروف بالبارا مع الارهابي الخطير مختار بلمختار المكنى ببلعور، إلا أن المتهمين أصرا على إنكار بعض التهم والتفاصيل الهامة خلال المحاكمة. ويعتبر المعنيان حلقة هامة في كتيبة السلاح الناشطة بالصحراء الجزائرية، إذ كان ل “غ.ع" و«ي.م" دور هام في تجارة السلاح واختطاف الرعايا الغربيين وتلقي الفدية التي كانت تتم تحت إمرة عمار صايفي ومختار بلمختار. كما جاء في الملف أن المتهم “غ.ع" المكنى بمقاتل ابو جبل والذي ينحدر من منطقة بسكرة، تم تسليمه إلى الجزائر من طرف حكومة التشاد سنة 2010 ، بعد أن تبين تورطه في عمليات إرهابية عديدة تمت بالصحراء ضد مصالح غربية وقوات الأمن والجمارك، إلى جانب تورطه في ملف خطف السياح الألمان سنة 2003 وتبين أن المتهم دخل رفقة مجموعة من عناصر “البارا" إلى تشاد في أواخر 2003، حيث اشتبك رفقة 47 إرهابيا مع عناصر الحركة التشادية قتل فيها 30 من أفراد المنطقة الصحراوية. كما أكد ملفه أنه وقع أسيرا لدى تنظيم الحركة التشادية من أجل الديمقراطية لعدة سنوات. وكان يفترض أن يتم تسليمه إلى ليبيا مع عدد من الذين كانوا محتجزين لدى الانفصاليين التشاديين، بناء على مقابل مالي تدفعه الحكومة الليبية. وينقل عن ‘'أبو جبل''، أن صفقة تسليمه إلى ليبيا لم تتم بسبب خلاف حول المقابل المالي الذي اشترطته الجماعة الانفصالية، التي كانت تنشط في تبستي شمال مالي. يذكر أنه ينحدر من بسكرة وعمره 39سنة، كان ينشط بجبال الجلفة حينما التحق بالتنظيم المسلح سنة 1996 قبل أن يتم نقله إلى الصحراء، حيث أدى ‘'مهام'' تحت إشراف مختار بلمختار، من بينها ربط صلات مع عساكر من الجيش المالي لشراء أسلحة. وذلك عام 2001، وكلفه بلمختار بنفس المهمة في موريتانيا ، وقد تسلمت السلطات الجزائرية المتهم رفقة متهم آخر من مالي هو “ي.م" يبلغ من العمر 25 سنة، يكنى بابو يوسف، كان من بين أهم عناصر البارا، نظرا لحضوره عدة صفقات تمت بخصوص شراء الأسلحة، وكان ينتظر من محاكمتهما كشف العديد من الحقائق عبر التنظيم المسلح الناشط عبر الحدود المالية الجزائرية إبان سنوات سيطرة البارا عل الجماعات الإرهابية هناك، إلا أن المتهمين اكتفوا بإنكار التهم المنسوبة اليهما.