مسؤول "الجوية" قائد طائرة وهو أول من يحرص على سلامة الركاب لم يكن لدينا عرض يوافق طلباتنا غير عرض "فاموس"
تبعا للتحقيق الذي نشرته "البلاد" في جزأين اثنين، بخصوص كراء طائرة والصفقة اللغز، ارتأى المدير التجاري بشركة الخطوط الجوية الجزائرية زهير هواوي، التطرق لأهم النقاط العالقة في هذا الحوار التفصيلي، حيث تبين من خلال توضيحات المدير التجاري أن الشركة قامت بمراجعات تطرق إليها التحقيق وأهمها ما يخص طاقم الطائرة والطيارين العاملين بنظام عمل جزئي، حيث طالبت الجوية الجزائرية باستبدال طيارين لم يحلقوا سوى 400 ساعة ورفضتهم لكون الأسباب كانت وراء حادثة تحطم الطائرة الاسبانية ل "سويفت آير" التي قامت "الجوية" بكرائها وتحطمت بوغادوغو سنة 2014، وكان تقرير نهائي لتحقيقات فرنسية نشر، أول أمس فقط، أكد السبب نفسه في الكارثة التي هلك بسببها 116 مسافرا وأعلنته نقابة الطيارين الإسبان.
حسب المعلومات التي بحوزتنا، فقد تحفظت مديرية الطيران المدني بوزارة النقل على الصفقة، فكيف حصلتم على الموافقة؟ يوم 18 أفريل 2017، حصلنا على موافقة من الطيران المدني للكراء والاستغلال للطائرة. وحسب تقرير شركة "فريطال" لمراقبة الطائرات، جاءت موافقة الطيران المدني الذي يؤكد أن الموافقة تمت على أساس مراقبة "فريطال" التي أكدت أن تحليق الطائرة ممكن مع شرط مواصلة تسليم الوثائق الكاملة المتعلقة برخص الطيارين والميكانيكيين. وعليه، حصل تبادل للوثائق والمراسلات، وبتاريخ 13 جوان 2017 حصلنا على الموافقة النهائية، وفق المادة 18 من المرسوم التنفيذي الذي يسمح بكراء طائرات لدعم الأسطول الجوي، بهدف تخفيف الضغط والاستجابة للمطلب التجاري للشركة بخصوص تغطية كل الرحلات المبرمجة.
لكن نجد أن الصفقة شملت عرضين لكراء طائرة واحدة وعرض ثاني لكراء طائرتين؟ في أول وهلة كانت العملية ستشمل كراء طائرتين، حيث إن الطيران المدني وافقت أصلا في جانفي الماضي على كراء طائرتين حسب طلبنا السابق، لكن الرئيس المدير العام الجديد للشركة بخوش علاش، وبعد قدومه للشركة طلب من القسم التجاري دراسة إمكانية تقليص حجم الصفقة والنظر في إمكانية كراء كطائرة واحدة فقط بدل اثنتين لخفض التكاليف والمعروف أن الكراء معمول به في كل شركات الطيران. ولعلمكم، فقد تم السنة الماضية كراء 4 طائرات وعليه لا توجد نية في رفع التكاليف، حيث إننا باشرنا تقليص حجم الصفقة، والمطلوب هو إمكانية تحليق الطائرة وقدرتها على القيام بجميع الرحلات المبرمجة.
لماذا نجد أن عوامل سيناريو كارثة "سويفت آير" نفسها قائمة في هذه الصفقة، كما أنه لم تحترم مدة تحليق 10 سنوات للطائرة، المعلنة سابقا من قبل الحكومة؟ مسألة عشر سنوات التي تحدثتم عنها في تحقيقكم، ليست مثبتة بوثائق رسمية، والوثيقة الوحيدة في هذا الشأن التي بحوزتنا وتلقيناها من مديرية الطيران المدني، تعكس تماما ذلك المسعى، حيث إنها تقر وتثبت أنه ليس لدينا تحديد يخص عمر التحليق، وتوضح المراسلة الرسمية كالآتي: "من اليوم فصاعدا لستم مجبرين على التقيد بالتعليمة التي تحدد عمر تحليق الطائرة أن لا يزيد عن 15 سنة، ويتعين التأكد من قدرة الطائرة التي يتم كراؤها على التحليق وضمان إجراءات الصيانة الدورية"، هذا ما ورد في التعليمة التي بحوزتنا، لكن فقط وضع شرط التأكد من وضعية الطائرة وقدرتها على التحليق. ووفق ما قامت به "فريطال" ومن جانبنا كذلك، أرسلنا فريق من الشركة مهمته معاينة ومراقبة الجوانب التقنية للطائرة، وحتى معرفة وضع الشركة إن كانت تتوافق مع المعايير وهي لجنة مستقلة عن القسم التجاري للشركة وكل هده الأمور قامت بها الشركة لتحصين نفسها. ونؤكد أن الطائرة المستأجرة استوفت كل التراخيص من مختلف الهيئات حسب الوثائق المتوفرة على مستوى شركتنا، ولا توجد تعليمة من مديرية الطيران المدني تحدد عمر الطائرة، بل يكفي شرط أن تثبت إمكانية التحليق وفقا للمعايير الدولية المطلوبة من قبل هيئة الطيران الدولية وهيئة "فريطال" وكذا مديرية الطيران المدني.
المعروف أن طاقم الطائرة غير مسلم، معناه لا يستطيع المبيت في الإقامة الخاصة بالجوية الجزائرية داخل منطقة الحرم، هل ستضطرون لتحمل أعباء إضافية؟ في ظنك لا توجد فنادق خارج الحرم نستطيع أخذهم لها.
لكن هذه تكاليف إضافية للشركة؟ اثنان فقط سنؤجر لهم مثلهم مثل بقية الطقم للجوية وبقية الطقم للطائرة مسلمين، ونؤكد أنه لا يوجد تكوين للطيارين على الإطلاق ولا يوجد أي التزام بالتكوين وفق ما تطرقتم إليه. فلا ندفع مبالغ للطيارين ولا ندفع مستحقات الصيانة أو حتى الإقامة خلال تواجدهم بالجزائر.
كيف قبلتم بطيارين يحلقون بنظام جزئي، والمعروف حسب تقرير تحطم طائرة "سويفت آير" أن السبب الرئيسي هو عمل الطيارين بنظام جزئي؟ نفند قبول من ثبت أنهم 4 أشهر لم يحلقوا، والأكيد أننا رفضنا من لديهم 400 ساعة فقط، لقد رفضناهم وحذفنا طيارين اثنين وتمت مراجعة جدول القائمة الاسمية للطاقم لموافاة الاتفاقيات بطاقم كفأ، بعد مراسلة الشركة بهذا الشأن، وتغيير جدول القائمة الاسمية لطاقم الطائرة. ومن جانبنا نشترط ما يجب وما تحدثت عنه في التحقيق، ونراجع وفق ما يخوله لنا القانون المتعلق بإبرام الصفقات العمومية، ولا نقبل بتعداد ناقص للميكانيكيين أو وجود طيارين لم يحلقوا لمدة طويلة، هناك 7 ميكانيكيين لضمان صيانة الطائرة ويوجد 5 في طقم الطائرة.
في حال التسليم بوجود موافقة مديرية الطيران المدني، ألا تعتقدون أن سلامة الأمن الجوي من مسؤولية الشركة؟ من دون شك أول مسؤول عن الشركة هو الرئيس المدير العام السيد علاش فهو أصلا طيار وقائد طائرة وهمه الوحيد سلامة الرحلات الجوية، وخصصنا لجنة مراقبة خاصة من الشركة يشمل مديرية نوعية الأمن الجوي، قائد طائرة وممثل عن مديرية الصيانة.
أغلب رحلات العمرة تمت بإمكانيات الشركة والمعروف أن ضغط العمرة يفوق الحج، ألا تعتقدون أن الصفقة غير مجدية؟ نحن في فترة رحلات العمرة، وفي حديثك عن العمرة اعتقد أن كل الرحلات تمت بطاقات الشركة وطياريها، هؤلاء المعتمرين تم أخذهم للبقاع المقدسة، لكن هناك فترة العودة وهي ستتم بنفس الطاقات، ويجب أولا التأكد من مركز العمليات، الضغط عادة يتوقف في أيام العيد، لكنه يحصل لاحقا في كل رحلات العودة، والمعمول به في كل شركات الطيران أن الكراء يتم حسب الحاجة وخاصة في فصل الصيف. كما أن الكراء يتم وفق ثلاثية الطائرة والصيانة والتأمين.
تزامن كراء الطائرة مع دخول الخطوط الكندية على خط الجزائر- مونريال، ألم يكن من الممكن استغلال هذا الأمر، باعتبار أن الضغط سيزول؟ يجدر الإشارة إلى أن العام الماضي كانت لدينا 9 رحلات وهذا العام توجد 7 رحلات، ومن جهتنا طالبنا ب 9 رحلات وأكثر، للحفاظ على الجودة، لكن الأمر رفض لنا لأن الشركة الكندية ستدخل، ومقارنة بالسنة الماضية رحلتين فقط نقصت، والمعمول به أنه لا تتعدى مجمل الرحلات حوالي 12 رحلة في الأسبوع، ونؤكد أن الكراء يعنى به طائرة واحدة فقط، هذا لضمان دوما بقاء طائرة كاحتياط.
ما سر وجود وسيط فرنسي، هل الشركة قاصرة ولا يمكنها التفاوض بشكل مباشر وسيادي؟ الخطوط التركية التي شاركت في تقديم عرض استجابة لإعلان الصفقة، هي الأخرى لم تقم بالعرض مباشرة، فقد قدمت العرض عن طريق وسيط، وتوجد شركات متخصصة توفر طائرات لشركات الطيران، وهو معروف في مجال الطيران الجوي المدني، وعرض التركية جاءنا عن طريق وسيط، وأنت الآن أثرت موضوع جد مهم، وهنا أقول لك السؤال يجب أن يوجه للجنة المختصة لفتح أظرفة الصفقة، وهم مخولين بإجراء تقييم شامل لكل العروض ولهم كل الصلاحية لتحديد ترتيب العروض لترسو العملية على اختيار الشركة التي يحق لها أن تحصل على الصفقة. وأنا شخصيا كمدير تجاري أوقع على الصفقة، لكن لست أنا من أقرر أحقية الشركة التي ستكون هي الفائزة، لتفادي أي شبهات، وجعل القرار جماعي بين عدة أطراف وليس ممركزا في يد شخص واحد، وحسب الشروط الواردة في دفتر الشروط تمت عملية الدراسة والتقييم. وبمجرد الانتهاء من الاختيار يرسل التقييم إلى لجنة الصفقات العمومية التي من جانبها تعلن قرارها.
لماذا تمت مراجعة الحجم الساعي بالنسبة للشق الأول من الصفقة لصالح الشركة الفائزة، ولم يتم الأمر نفسه مع "التركية" بتوجيه طلب إعادة تقديم عرض بطائرة واحدة بدل اثنتين؟ بالنسبة للتركية أؤكد أنه لا توجد طائرة تسع 350 راكبا، وقد اكتفت التركية بتقديم عرض لطائرتين بسعة 269 راكبا فقط، وهذا لا يساعدنا، ونضيف أن الفرق في تسعيرة الإيجار بين الشركتين الاسبانية والتركية يعود إلى عدد المقاعد، حيث إن الطائرة المستأجرة تسع إلى 358 راكبا وبتلك المقترحة من طرف الشركة التركية ب 269 مقعدا. وعن الحجم الساعي فقد بقينا في 800 ساعة المحدد في الصفقة.
حسب معلوماتنا هناك أربع طائرات من الحجم الكبير تقبع، اليوم (يوم إجراء الحوار)، في أرضية المطار وهو ما يجعل الشركة تدفع رسوما إضافية على الركن، فما حاجة الشركة للكراء؟ في الرد على سؤالك، أقول لك إن 5 رحلات في الجو حاليا والبقية في الأرضية، الثلاثة الأخرى قد تكون في مواقع مختلفة وأؤكد لك الشركة لن تترك أموالها تذهب سدى.. وعليك انتظار دقيقة للتأكد..
... (يتصل بمركز العمليات للتأكد من برنامج الرحلات) طائرة "جوليات ويسكي" حاليا مبرمجة نحو وجهة دبي، "جوليات شاري" نحو باريس "جوليات الفار" في لندن، "جوليات برافو" في يول "جوليات يونكي" تعود من يول و«جوليات فيكتور" في الدار البيضاء.. المهم 7 طائرات من أصل 8 اما في الجو أو مبرمجة وبقيت واحدة فقط . أحيانا توجد 4 إلى 5 طائرات في أرضية المطار، لكن البرمجة تختلف بين الصباح والمساء والليل.
تمت أول رحلة يوم 18 جوان المنصرم، بتعداد مسافرين لا يفوق 50 مسافرا وعادت بتعداد غير مكتمل بأكثر من 100 مقعد شاغر، في وقت لا يوجد مسافرين على الدرجة الأولى أصلا في تصميم الطائرة لتعويض الخسائر، فلماذا تقوم الشركة بصفقة لا ربح فيها؟ اختيار الشركة هو أن تضاف طائرة لبقية الأسطول لخفض الضغط وتكون مرتاحا أولا نفكر في تخفيف الضغط، لكن مع الحرص على الربح المالي مع تلبية حاجيات الطلب وفق برمجة الرحلات الجوية وهناك معايير تم اتباعها للخروج بنتيجة تحدد الشركة التي تحوز على الثقة.
أين ذهبت الاتفاقية المبرمة مع الخطوط التونسية في عهد الرئيس المدير العام السابق للشركة عبدو بودربالة؟ سارية المفعول، لكن التونسيين طلبوا منا تأجير لهم طائرات، هناك فترة ضغط، حيث إنهم تقدموا للجوية الجزائرية حينما حصل عندهم إضراب، وقد أرسلنا للتونسية وفقا للاتفاق المسبق وكان بإمكانهم تأكيد توفير طائرة لنا، هذه المرة، لكنهم لم يجيبوا على مراسلتنا.
خلال الجلسات الوطنية، مؤخرا، تم التنبيه إلى أن طائرات الجوية الجزائرية أقل استغلالا، فما الجدوى إذن من إعلان صفقة كراء؟ لا يمكن القول إن الطائرات الجوية الجزائرية غير مستغلة، لكن نستغلها بأقصى طاقة ممكنة، كما يجب لكن هناك أشياء لا تجدها عند شركات أخرى، نحن برنامجنا من السادسة صباحا إلى غاية السادسة مساء ثم توجد فترة الليل، ولا يمكن القيام برحلات في الليل باتجاه عدة مطارات. مثلا.. مطار ايثرو لا تستطيع تنظيم رحلات في الليل والشيء نفسه بالنسبة لشارل ديغول بباريس، حيث إنه يجب استغلال الطائرات على مدى 24 ساعة وهذا أمر لا يمكن تطبيقه، ونحن نستغل الطائرات بأكبر حجم ساعي ممكن، لكن وفق المنشآت الحالية والمحيط الحالي، ولو نريد تخصيص رحلات لوجهة الجنوب مثلا فإن سكان الصحراء يرفضون. وأنا ليست لدي إشكاليات في الوجهة الداخلية مثل المطارات الأوروبية التي لا تساعدنا حاليا. ولعلمك فإن 60 بالمائة من السوق لمختلف وجهاتنا نحو فرنسا. استغلال الطائرات يتم بشكل عادي ونتجاوز 9 ساعات تحليق بكل ارتياح، وهذا جد هام بالنسبة لأي شركة طيران، وكل الأسطول تقريبا ينطلق من الجزائر ولا يأتي من مطارات أخرى. وبحساب توقيت التوقف حوالي ساعة ونصف، وحاليا 2 إلى 3 مرات باتجاه فرنسا يجعل الطائرة تكون حوالي 12 ساعة تحت الخدمة خلال يوم واحد فقط.. هذه وجهة نظر بخصوص كل ما شرحت لك ويبقى القرار المتخذ طبعا هو قرار اللجنة التي كانت مخولة ومؤهلة للقيام باختيار طائرة بعينها بدل أخرى وفقا لدفتر الشروط ولا توجد فقط التسعيرة لتحديد الاختيار، بل توجد عدة معايير لاتخاذ القرار.