عدة حوادث "أبطالها" طائرات جزائرية وأجنبية صيف أسود على الطيران في سماء الجزائر تحولت رحلات الطائرات في الجزائر إلى كابوس حقيقي في نظر المسافرين وشركات الطيران، على حد سواء، فتوالي الحوادث منذ تحطم طائرة الماك دوغلاس 83 التي أجّرتها الجوية الجزائرية والتي توالت بعدها الحوادث لتصل في أقل من شهر واحد، إلى 6 حوادث خاصة بالجوية الجزائرية في مختلق المطارت داخلية وخارجية، على الرغم من كفاءة الطيارين الجزائريين التي يشهد لها عالميا والتي يتوقع أن تؤثر على حركية الطيران والمسافرين في الجزائر في فترة الذروة التي يعود فيها المغتربون والتي تسبق موسم الحج للسنة الجارية. كما تعيد الحوادث المتتالية التي عرفها قطاع الطيران المدني في الجزائر، خلال الأسبوع الأخير من شهر أوت الجاري، وهي الحوادث التي تلت حادث تحطم طائرة سويفت اير الماك دوغلاس 83 إلى غاية تحطم طائرة الشحن الأوكرانية على مقربة من مطار تمنراست، ثلاث دقائق بعد إقلاعها مباشرة، نظرية المؤامرة التي تحدث عنها الرئيس المدير العام لشركة الخطوط الجوية الجزائرية محمد الصالح بولطيف في حواره الأخير مع وكالة الأنباء الجزائرية عن طريق تشويه سمعته الشخصية وضرب سمعة الشركة بجملة من الافتراءات التي قال إنه لا أساس لها من الصحة، حيث أكد أن الشركة قادرة على تجاوز جميع عمليات المراقبة الدولية للطيران، بعد أن تحدثت الصحافة الفرنسية عن إمكانية وضع الشركة الجزائرية في القائمة السوداء للطيران المدني الأوروبية، فهل تحولت الجزائر إلى ماليزيا ثانية وأضحت مقبرة للطائرات؟! هو إذن صيف أسود على القطاع في الجزائر، فحديث بولطيف عن مؤامرة لضرب الجوية الجزائرية والطيران المدني من جهة والحديث عن فتح المجال الجوي الجزائري للخواص وهو المجال الذي لا تزال الشركة العمومية تهيمن عليه منذ سنوات خلت، والذي لا تزال الوزارة الوصية ترفض فتحة بشكل كامل أمام الشركات الخاصة أجنبية أو جزائرية. ومن جهة أخرى، يرجح هذه الفرضية كذلك حسب المراقبين ويفتح المجال للتساؤلات عن المسؤول الأول عن الحملات الإعلامية والهجوم الشرس الذي شن على الجوية الجزائرية مؤخرا بعد سقوط الطائرة الاسبانية التي أجّرتها الجوية الجزائرية من الشركة الاسبانية والذي تبعته كذلك حملة شرسة ضدها بعد الحوادث الأخرى، على الرغم من حصول عديد الحوادث الأكثر خطورة وبعدد أكبر من الضحايا لم تثر ما أثاره حادث الام دي 83 شمال مالي. وبعد سقوط طائرتين إحداهما عسكرية بداية السنة، ثم الطائرة المدنية التابعة للجوية الجزائرية والحوادث المتفرقة داخل البلاد وخارجها، كما حصل مع طائرة الخطوط الجوية الجزائرية في مصر واحتراق إطاراتها وخروج طائرة الشركة كذلك عن مسارها في مطار ليل بفرنسا وطائرة الشركة النفطية التي اضطرت إلى الهبوط اضطراريا بعد عطب مفاجيء وتحول مسار طائرة أخرى بمطار سطيف، كانت حوادث عادية يمكن أن تحصل لأي شركة طيران في العالم، إلا أن حدوثها تباعا إضافة إلى التقارير السلبية التي اعتمدت عن الشركة العمومية والتاريخية للطيران جعلت وزارة النقل تلزم شركات الطيران والطائرات التي تقوم برحلات طيران ليلية ملزمة بتتبع المسالك وخطوط سير منشورة ومعتمدة، وشدد على أنه لا يسمح بالإقلاع والتحليق إلا من مطارات معترف بها من وزير النقل المكلف بالطيران المدني في الوقت نفسه. ولذلك أيضا فقد اشترطت الحكومة كذلك على المطارات المعتمدة لاستغلالها في الرحلات الجوية، هي فقط التي تتوفر على إشارة ضوئية تكون حدود المدرج واضحة فيها وبكثافة، وتتوفر كذلك على تموين كهربائي مساعد، فضلا عن وجود مصالح على الأرض تتكفل بدور تبادل مختلف رسائل الحركة الجوية، ومحطة للرصد الجوي على مستوى المطار، تعمل على تزويد الرحلة بالظروف المناخية للقيام بالرحلة الليلية ويجبر بذلك القرار الحكومي الطائرة على إعلام الجهات المعنية بمخطط الطيران من أجل تسهيل خدمات الإعلام الطيراني.