نشر ''القائد'' الليبي معمر القذافي أمس، قوات جيشه الموالية له في منطقة قريبة من حدود بلاده الغربية في تحد للضغوط العسكرية والاقتصادية للدول الغربية، مما زاد المخاوف من منحنى أكثر عنفا في واحدة من أكثر الاحتجاجات دموية في العالم العربي. وتشير المعلومات الواردة من ليبيا إلى أن قوات العقيد تستعد لشن هجمات على عدد من المدن في الغرب الليبي التي خرجت عن سيطرتها، وسط تهديدات باستخدام السلاح الجوي، وأنباء عن إغلاق الحدود مع تونس. وأعرب سكان من مدينة نالوت عن تخوفهم من هجوم قد تشنه الكتائب الأمنية الموالية للعقيد، حيث أفادت مصادر محلية بأن قوات عسكرية تطوق المنطقة الواقعة بالقرب من الحدود التونسية، في وقت أكد صحفيون موجودون في الناحية التونسية من الحدود أن الجيش الليبي أعلن إغلاق الحدود بشكل كامل. وفي مدينة مصراتة شرق طرابلس قال شاهد عيان إن معركة جارية للسيطرة على القاعدة الجوية، في حين أشار عبد الباسط زريق، وهو ناشط سياسي في مصراتة، إلى أن كتيبة حمزة الأمنية الموالية للقذافي أطلقت النار على كل من يقترب من المنطقة المتمركزة، واستهدفت سيارة يستقلها ثلاثة مزارعين مما أسفر عن مقتل اثنين وجرح الثالث. وأكد الناشط الأنباء التي تحدثت عن إسقاط مروحية تابعة للقذافي بنيران مضادات أرضية تابعة للوحدات العسكرية المنشقة عن النظام، مع الإشارة إلى أن موقع يوتيوب على الإنترنت بث صورا قيل إنها تظهر طائرة مروحية تحلق فوق مدينة مصراتة، ودخانا في الأفق لما يعتقد أنه نتج عن إصابة المروحية التي كانت تحاول قصف الإذاعة المحلية بحسب شهود عيان. وكان شهود عيان قد أفادوا في وقت سابق بأن الثوار في مدينة مصراتة يخوضون معارك كر وفر حول المدينة، وأنهم صدوا هجوما شنته كتائب القذافي الأمنية ويحتفظون بسيطرتهم على المدينة وعلى المطار وجزء كبير من القاعدة الجوية العسكرية، فيما أوضح أحد السكان المحليين أن 50 مدنيا على الأقل قتلوا في قصف قوات موالية للقذافي للمدينة بمدفعية ثقيلة. وفي مدينة الزاوية التي تقع على بعد 50 كيلومترا غرب العاصمة الليبية، أفاد شهود عيان للجزيرة بأن قوات الحكومة تستعد لشن هجوم لاستعادة هذه المدينة الإستراتيجية الهامة، حيث نقلت وكالة رويترز أمس عن سكان محليين قولهم إن كتائب أمنية يقودها خميس ابن الزعيم الليبي وصلت إلى مشارف البلدة تمهيدا للهجوم عليها.