أكد وزير الموارد المائية حسين نسيب ليلة الأربعاء إلى الخميس بعنابة بأن التزود بالمياه الصالحة للشرب وكذا بالمياه الموجهة لتموين مركب الحديد والصلب سيدار - الحجار "سيعود إلى وضعه العادي في غضون ال24 ساعة المقبلة" ،حيث أمر بتزويد مركب الحجار بالمياه لبعث نشاط الفرن العالي. وأوضح الوزير على هامش زيارة عمل و تفقد تدوم يومين إلى هذه الولاية بأن تدارك حالة التذبذب المسجل في توزيع المياه بعنابة قد استدعى اللجوء إلى نمط جديد في استغلال مياه سد بوناموسة بولاية الطارف الذي يمثل المورد الرئيسي لتموين ولايتي عنابة و الطارف بهذه المادة الحيوية. وأضاف الوزير حسين نسيب بأنه و أمام الوضعية الناجمة عن انخفاض منسوب المياه بسد بوناموسة بقدرة تصل إلى 165 مليون متر مكعب إلى مستوى جعله غير قابل للاستغلال استدعى اللجوء إلى استغلال فتحات على مستوى الطبقات السفلى لهذا السد. و أردف الوزير قائلا إن هذا الإجراء الذي شرع في العمل به سيمكن من تدفق 80 ألف متر مكعب في اليوم من المياه يوجه 50 ألف متر مكعب في اليوم منها لتزويد السكان بمياه الشرب وحوالي 30 ألف متر مكعب لتلبية احتياجات المركب الصناعي سيدار الحجار. وبإمكان حجم المياه القابل حاليا للاستغلال بهذا النمط الجديد تغطية احتياجات ولاية عنابة بصفة "عادية" بالمياه لمدة ثلاثة أشهر في انتظار -كما قال- عودة الأمطار و إنجاز بعض محاور البرنامج الخاص بالمخطط الاستعجالي الذي تقرر لتدارك الوضع. وفي ذات السياق أكد الوزير نسيب على عزم الدولة على "إيجاد حلول نهائية لمشكل المياه" موضحا بأن تجسيد البرنامج الاستعجالي الذي خصص له غلاف مالي بقيمة 3 مليار د.ج قد دخل حيز التنفيذ. وذكر وزير الموارد المائية بأن هذا البرنامج الاستعجالي يرتكز على محاور رئيسية تتمثل في إعادة تأهيل قناة نقل المياه من سد مكسة بولاية الطارف نحو عنابة وذلك على مسافة 22 كلم لضمان نحو 35 ألف متر مكعب في اليوم من المياه بالإضافة إلى إعادة تأهيل حقل بوثلجة بالطارف و حفر عدة آبار وتأهيل محطة معالجة المياه المستعملة بعنابة قصد تحسين نوعية المياه وضخها لفائدة مركب الحجار لتمكينه من تحقيق استقلالية في التزود بالمياه. من جهة أخرى أكد الوزير بأن عملية تزويد مركب سيدار -الحجار بالمياه قد شرع في تجسيدها الأربعاء لضمان احتياجات هذا المركب من المياه ستتم بصفة "عادية بعد امتلاء خزاناته بالمياه الاحتياطية الضرورية". وسيواصل وزير الموارد المائية زيارته العملية لولاية عنابة هذا الخميس بتدشين مشاريع جديدة لتزويد سكان وسط المدينة بالمياه الصالحة للشرب قبل أن يتوجه إلى ولاية الطارف المجاورة لتفقد محطة معالجة المياه مكسة الحنيشات و معاينة محطة الضخ بوناموسة زريزر. إلى ذلك أكد وزير الموارد المائية حسين نسيب يوم الأربعاء بعنابة على أن "تنويع الموارد المائية يكتسي أهمية قصوى و ضروري من أجل ضمان تموين آمن بالمياه". و شدد الوزير على ضرورة إعادة تأهيل و استغلال المياه السطحية مبرزا بأن هذه العمليات تعد بمثابة "تأمين لتزويد السكان بمياه الشرب". و أضاف بأن "شبكات التموين بالمياه ليست تفتقر لتصور يمكن من تأمين التموين بهذه المادة الحيوية و أن هذا الجانب يستدعي إعادة النظر و أخذ الأمور بكل جدية". و أشار الوزير إلى أن تنويع الموارد المائية بولاية عنابة "ضروري و لا بد من تجسيده على ارض الواقع لكي تعود الأمور إلى حالتها العادية" وحث المسؤولين المحليين على تجسيد المخطط الاستعجالي الذي بادرت إليه السلطات العمومية لمواجهة أزمة الماء التي تعيشها ولاية عنابة. و في هذا السياق قال الوزير "إن الدولة عازمة على تسخير كافة الوسائل لتأمين التموين بمياه الشرب بعنابة على غرار ولايات أخرى التي تعيش وضعا مماثلا"، داعيا إلى إعادة تأهيل محطات الضخ و كل شبكات توزيع مياه الشرب مؤكدا بأن "التسيير يعني أيضا استباق إيجاد الحلول لمواجهة كل مشكل". و أكد الوزير نسيب بأن مشروع محطة تحلية مياه البحر لمدينة عنابة "يعود إلى جدول الأعمال" مشيرا إلى أن ذلك يمثل "مصدرا آخرا للتموين بمياه الشرب و تأمين بالنسبة للقطاع." و شدد الوزير على مسؤولي الموارد المائية و الجزائرية للمياه من أجل بذل مجهودات كبيرة لتجسيد المخطط الاستعجالي الذي تم إقراره لمواجهة ندرة المياه التي يعاني منها مركب الحديد و الصلب سيدار بالحجار. من جهتهم أكد المسؤولون المعنيون بأن الحجم الضروري بالنسبة لهذا المركب "سيتم ضمانه في غضون الأيام المقبلة" و ذلك بعد إعادة تأهيل قناة مكسة - لحنيشات و كذا حفر آبار. و بمحطة الضخ الملاحة اطلع الوزير على عرض حول المخطط التوجيهي للماء الصالح للشرب بعنابة قبل أن يتوقف بورشة حفر بئري وادي النيل و خرازة ببلدية البوني ثم ورشة إعادة تأهيل قناة المياه المستعملة بذات البلدية.