كشف المكلف بالإعلام لدى الفدرالية الوطنية للتربية، نبيل فرقنيس، أن نقص الكتاب الامازيغي بالمدارس الجزائرية في الأطوار الابتدائية والمتوسطة، يعتبر عائقا آخر أمام سيرورة المنظومة الوطنية للتربية في بلادنا. واكد فرقنيس في اتصال مع "البلاد" أن هذا النقص يشكل عجزا كبيرا للسير الحسن للدخول المدرسي الحالي، معتبرا في سياق حديثه أنه كان فاشلا ومليئا بالألغام التي تنذر بتفجير كبير إذا لم تتدارك الوزارة الوصية الوضع وتقوم بإدخال إصلاحات فورية على جميع المستويات. واعتبر المتحدث أن اعتبار تدريس اللغة الامازيغية من مستلزمات الهوية الوطنية وفق منهج مدروس ومصادق عليه، إلا أن نقص الأساتذة في مادة الامازيغية يعتبر فراغا كبيرا وعلى مسؤولي القطاع تدارك الامر لتفادي الانزلاقات، خاصة وأن عدد الاساتذة لتدريس الامازيغية يقدر ب57 استاذا على المستوى الوطني وهو العدد الذي اعتمدته الوزراة لتدريس هذه المادة، إلا أنه يعتبرعددا صغيرا، بالنظر الى الاحتياجات والنقائص التي يعاني منها تدريس هذه المادة، حسب نبيل فرقنيس. كما يواجه تعليم الأمازيغية في الجزائر-يضيف المتحدث- مشاكل كثيرة، منها ما هو متعلق بكفاءة الأساتذة، وآفاق تدرسيها، وبالحرف الذي ستكتب به، حيث يدفع البعض لاستعمال باعتماد حرف "تيفناغ" الأمازيغي، فيما يطالب آخرون باستعمال الحرف اللاتيني، بذريعة عالميته، أو الحرف العربي. كل هذا في وقت يتساءل فيه كثيرون ما إذا كانت ستصبح هذه اللغة يوما ما لغة علم ومعرفة وقد يؤدي الى غياب الكتاب فيها، خاصة إذا ما اعتبرنا أن مشكل التأطير البيداغوجي، في المؤسسات التعليمية التي تدرس الأمازيغية غير مطروح، حسب ممثل السناباب. للتذكير تتوفر الجزائر على 4 معاهد متخصصة في اللغة الأمازيغية تابعة لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وتتوزع هذه المعاهد بين جامعات ولايات منطقة القبائل الكبرى، وهي "تيزي وزو" و«البويرة" و«بجاية"، بالاضافة إلى جامعة الحاج لخضر بولاية "باتنة"، التي دشن معهدها سنة 2013. كما تخرج هذه المعاهد سنويا المئات من حملة شهادتي البكالوريوس والماجستير في اللغة الأمازيغية، وقد أحصت المحافظة السامية للغة الأمازيغية التابعة لرئاسة الجمهورية، 40 شخصا حاملا لشهادة الدكتوراه، وأزيد من 74 حاصلا على الماجستير في اللغة الأمازيغية، يراهن عليهم لتطوير تدريس هذه اللغة وتغطية احتياجات المؤسسات التربوية من الأساتذة والمؤطرين. من جهة اخرى، اكد المكلف بالإعلام لنقابة "السناباب"، نبيل فرقنيس، أن تقليص ميزانية مؤسسات التربية من 60 إلى 40 بالمائة يعتبر من المشاكل التي تواجه القطاع"، الى جانب نقص فادح في المدراء والمقتصدين، خاصة وأن القانون الاساسي لعمال التربية حرم الأساتذة من المشاركة في المسابقات الوطنية التي أعلنت عنها وزارة التربية.