أغاثت مصالح الإنقاذ البحري الإسبانية 23 مهاجرا غير شرعي من جنسية جزائرية حاولوا عبور المياه الإقليمية الإسبانية وبلوغ ساحل قادس أعرق المدن في جنوب الأندلس الواقعة على شبه جزيرة ضيقة، حسب ما أشار إليه مصادر، مؤكدة ل«البلاد". وتؤكد المعطيات أن المهاجرين غير الشرعيين بينهم ثلاث نساء لا تتجاوز أعمارهن 30 سنة ورضيع يجهل هويته كانوا على متن قاربي صيد تقليدي الصنع، بعدما انطلقوا من شاطئ بن عبد المالك رمضان "ويليس" شرق سواحل مستغانم، الذي يعرف تدفقا منقطع النظير عليه في الأيام الأخيرة، لرغبة قوافل المهاجرين غير النظاميين في الإبحار السري بنية بلوغ سواحل الأندلس. وأفاد مصدر عليم، بأن قوات الاغاثة الاسبانية تمكنت من إنقاذ هذه المجموعة الثالثة من نوعها في ظرف أقل من شهر، فور ورود معلومات عن وجود قاربي صيد بالقرب من سواحل قادس جنوب الأندلس، حيث تحركت ذات المصالح إلى موقع الحراڤة وجرى انقاذهم من موت محقق، بعد أن حالت الاحوال الجوية السيئة التي تعرفها جزر محافظة قادس من تقدم القاربين. وأشار المصدر نفسه إلى أن المهاجرين الجزائريين الذين تتراوح أعمارهم بين 28 و33 سنة بينهم ثلاث نساء ورضيع، تم انقاذهم ونقلوا إلى ميناء طريفة بمحافظة قادس، وكانت تبدو على اثنين منهم أعراض مقترنة بانخفاض حرارة الجسم، طبقا لما أوردته المصادر التي تتابع وضع الحراڤة عن كثب لكثرة الأخبار عن ابحار العشرات من القوارب من سواحل غرب الوطن على وجه التحديد، صوب الضفة الأخرى من المتوسط. وجاءت عملية الإنقاذ بناء على معلومات وردت إلى فرق الإنقاذ الاسبانية تفيد باقتراب قوارب عديد حاملة جزائريين من السواحل الاسبانية لاسيما قرطبة وطريفة وقادس ومورسيا، استغلالا لظروف خاصة تعيشها الجزائر في هذه الفترة بالذات، لاسيما اشتغال الهيئات النظامية بتأمين الانتخابات المحلية. وكانت مندوبية الحكومة بقادس، أعلنت عن اغاثة 10 جزائريين بتاريخ 17 نوفمبر، بعد ان رصدت طائرة مروحية قارب هجرة غير شرعية على بعد 10 أميال من ساحل الجزيرة الخضراء بمحافظة قادس، وجرى اسعاف هؤلاء الشبان وإيداعهم مراكز احتجاز الحراڤة القادمين من شمال افريقيا. تجدر الإشارة إلى أن عمليات انقاذ المهاجرين او اعتراض سبيلهم بسواحل قرطبة، أصبحت شبه يومية أمام المحاولات الكثيرة للمهاجرين غير النظاميين من جنسية جزائرية لبلوغ السواحل الإسبانية بنجاح والاستقرار في اراضي بلاد الاندلس، الامر الذي يطرح عدة تساؤلات حول أعداد هؤلاء المهاجرين المتواجدين بالسواحل الجزائرية، وكيفية حصولهم على القوارب ودور الدرك وفرق خفر السواحل في التصدي لهذه الظاهرة المتجددة بقوة في الأشهر الأخيرة. وأوضحت مصالح الاغاثة الاسبانية حسب يومية "لا راثون" التي تصدر بإقليم الأندلس، انها أعلنت عن فقدان سبعة أشخاص يحملون الجنسية الجزائرية في عرض سواحل قرطبة وأن البحث جار لانتشال جثثهم، أما بقية المهاجرين الذين كانوا رفقة الاخرين في عداد المفقودين، فهم بصحة جيدة ويبلغ عددهم 22 جزائريا تم انقاذهم وتحرير محاضر أمنية في حقهم وهم الآن داخل مركز احتجاز الحراڤة في أرخيدونا الجنوبية قرب مالقا وهو سجن جديد لم يدشن بعد، نقلا عن منظمة "ملقة ترحب" التي تعني بحقوق الجزائريين، هذه الأخيرة كانت أكدت أن السلطات الاسبانية أنقذت 431 مهاجرا من غالبيتهم من الجزائر كانوا على متن 41 مركبا قبالة سواحل مورسيا وتم نقل معظمهم إلى السجن الجديد بأرخيدونا.