رد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس، على الرسائل العديدة لعضو مجلس الأمة عبد الوهاب بن زعيم، وأيضا على تصريحات رئيس المجلس الشعبي الوطني سابقا، عبد العزيز زياري، مؤكدا أنه يتحدث باسم رئيس الحزب رئيس الجمهورية، معتبرا أن أي انتقاد لوزراء الحكومة هو انتقاد للرئيس بوتفليقة الذي عينهم. قال الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني جمال ولد عباس، أمس السبت خلال إشرافه على تكريم عائلات بعض شهيدات الثورة التحريرية، إن المياه رجعت إلى مجاريها في قطاع التربية الوطنية "بفضل تدخل رئيس الجمهورية"، معتبرا أن دور حزب جبهة التحرير الوطني وقيادته لم يتعد دور "الوساطة بعد أن تدخل الرئيس" في رسالته بمناسبة الذكرى المزدوجة لتأميم المحروقات وتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين. وفي تعليق له، موجه إلى عضو اللجنة المركزية ومجلس الأمة، عبد الوهاب بن زعيم، الذي أحيل على لجنة الانضباط، قال ولد عباس إن "الوزير الذي يعينه رئيس الجمهورية يمنحه ورقة طريق"، مضيفا "هذا لا يعني أن الرئيس هو الذي يسير ولكن يتابع كل صغيرة وكبيرة"، حيث إنه يضيف ولد عباس إذا حصل انسداد يتدخل رئيس الجمهورية مثلما حدث في قطاع التربية، ما فهم على أنه رد ضمني على عبد الوهاب بن زعيم، الذي طالب وزيرة التربية نورية بن غبريت بالاستقالة، ما يعني أن أي انتقاد لوزراء الحكومة هو انتقاد بطريقة مباشرة لرئيس الجمهورية وخارطة الطريق التي يمنحها للوزير مباشرة مع تعيينه له. ومن جهة أخرى، وجه جمال ولد عباس، الأمين العام للحزب العتيد، رسالة سياسية كان المقصود منها عبد العزيز زياري، رئيس المجلس الشعبي الوطني سابقا، الذي انتقد في حوار أجراه مع "البلاد" من يتكلمون باسم رئيس الجمهورية، حيث كرر ولد عباس عدة مرات قائلا "نتكلم باسم رئيس الحزب"، في انتقاد مباشر للرئيس السابق للغرفة السفلى للبرلمان، مع العلم أنه ليست المرة الأولى التي يحدث بين الرجل سجال إعلامي، بخصوص الأمور السياسية والتنظيمية للحزب، فقد واجه ولد عباس تصريح القيادي السابق في الحزب، عبد العزيز زياري، عن إمكانية ترشح ولد عباس للرئاسيات بالسخرية، قوبلت بتصفيقات حارة من مناضلي الحزب العتيد خلال تجمع له بعين تيموشنت، وذلك مطلع شهر فبراير الماضي. ودعا ولد عباس زياري الذي وصفه بالقيادي السابق إلى العودة إلى قسمته في حال أراد الوصول إلى قيادة الحزب مستقبلا، معتبرا أن هكذا تصريحات تهدف إلى زرع الفتنة في أوساط المناضلين "في هذه المرحلة من الانسجام والقوة التي لم يعرف الحزب في تاريخه مثيلا لها!". للإشارة، فقد فضل ولد عباس التهرب من وسائل الإعلام، وعدم الإجابة عن أي سؤال، حيث بدت على الرجل ولأول مرة، حالة من الامتعاض الشديدة تجاه رجال مهنة المتاعب، مكتفيا بتصريح جد مقتضب وغريب في نفس الوقت قائلا "صم بكم عمي... ليس لدي أي تصريح أدلى به، ولن أجيب على أي سؤال"، وهو ما جعل الجميع يتساءل عن مستقبل ولد عباس، في حال انعقدت دورة اللجنة المركزية للحزب في الأسابيع القليلة القادمة.