شهدت بلدية الحجار، أمس، اندلاع موجة من الاحتجاجات قام بها المئات من شبان البلدية والذين أقدموا على غلق الطريق الوطني رقم 16 الرابط بين ولايتي عنابة وسوق أهراس، في شطره المحاذي للحي الجديد بالحجار، حيث استعمل المحتجون الحجارة والمتاريس، وأضرموا النيران في العجلات المطاطية في حين أقدم بعض المحتجين على نصب خيم أمام مقر الدائرة والشروع في إضراب جماعي عن الطعام، احتجاجا على تقصير السلطات في التكفل بملف تشغيل العاطلين. ولم يتوان بعض الغاضبين عن رشق مقر بلدية الحجار بالحجارة والمطالبة بضرورة تعجيل مصالح البلدية في توزيع عقود التشغيل على مستحقيها الذين كانوا قد أودعوا ملفاتهم لدى المصالح المختصة بمجرد الإعلان عن دخول هذا الإجراء الجديد حيز التطبيق. في حين ندد البعض بتفرغ رئيس المجلس البلدي للشؤون الحزبية والصراعات بين أجنحة حزب جبهة التحرير الوطني على حساب التكفل الجدي بانشغالات الشباب، خاصة البطالين منهم. وسرعان ما امتدت موجة الغضب إلى مقر الدائرة المجاور، حيث أقدم المتظاهرون الذين رفعوا شعارات منددة بالسلطات المحلية على نصب خيم أمام المدخل الرئيسي للدائرة، والشروع في إضراب عن الطعام للمطالبة بمنصب عمل لائق، ولم تنفع المفاوضات التي أجراها رئيس الدائرة مع وفد يمثل المحتجين في تهدئة الوضع، حيث يصر الغاضبون على حضور الوالي. وقد تدخلت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين على مستوى الطريق الوطني رقم 16 وفتح حركة المرور أمام مستعملي المركبات. في حين لا يزال التوتر سيد الموقف على مستوى موقع الاحتجاج بالدائرة وسط انتشار مكثف لقوات مكافحة الشغب التي اكتفت بمراقبة الوضع دون تدخل خشية اندلاع مصادمات مع شباب في حالة هستيرية ومدججين بالأسلحة البيضاء. وكان الطريق الوطني رقم 44 الرابط بين ولايتي عنابة وسكيكدة كذلك مسرحا لاحتجاجات الشباب البطال من بلدية واد العنب على مستوى منطقة واد زياد، لكن الاضطراب المروري لم يدم طويلا بعد تفريق المحتجين. في حين لا تزال وحدات الدرك الوطني منتشرة على مستوى عدة محاور من الطريق الوطني. وكانت وكالات التشغيل بالموقعين في قفص الاتهام لكونها، حسب البطالين، تنتهج طرق ''المعريفة'' والجهوية والمحاباة والانتقائية في توزيع مناصب العمل المفتوحة بالشركات والمؤسسات الاقتصادية العمومية، ومناصب تشغيل الشباب بالبلديات، وأيضا ملفات الشباب من فئة عديمي التكوين المودعة لدى وكالات التشغيل وإقصائهم من مستحقات المنحة التي استفاد منها بعض المحظوظين والمقربين من النفوذ المحلي.