لم تخمد مباراة المنتخب الوطني، مع نظيره المغربي، والتي انتهت لصالح الخضر بنتيجة هدف للاشيئ، بملعب 19 ماي، بعنابة، نيران الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات، التي تميز الولاية منذ نحو أكثر من شهرين تقريبا، ولم تستطع هذه المهدئات أن تدوم سوى نحو أقل من 24 ساعة، عقب نهاية المباراة، إذ خرج شبان بلدية الحجار الواقعة شرق مدينة عنابة، في احتجاجات عارمة بدءا من ساعات مبكرة من صبيحة الثلاثاء ، أغلقوا بموجبها الطريق الوطني رقم 16، الرابط بين عنابة وسوق أهراس، في وجه حركة المرور، مستعملين في ذلك المتاريس الخشبية والعجلات المطاطية، ورافعين شعارات تندد بالمحسوبية والبيروقراطية، في توزيع عقود الإدماج المهني وعقود التشغيل المؤقتة، والدعوة إلى الشفافية في التعامل مع ملفات طالبي العمل والمناصب الشغل سواءا المؤقتة أو فيما يخص عقود العمل المؤقتة المباشرة مع إدارة البلدية كما قام عدد منهم بمهاجمة مقر مقري البلدية والدائرة ورشقهما بالحجارة، مطالبين بضرورة الإسراع في توزيع عقود التشغيل على مستحقيها، من الذين كانوا قد أودعوا ملفاتهم لدى وكالات التشغيل، عقب إقرار دخول الإجراء الجديد الخاص بطريقة منح هذه العقود، حيز التطبيق، في الوقت الذي ندد فيه العشرات منهم، بممارسات رئيس المجلس الشعبي البلدي، الذي يفضل صراعاته السياسية والحزبية على مطالب وانشغالات الشباب وسكان البلدية، داعينه إلى الاهتمام بشؤون المواطنين، وترك أمور الحزب والسياسة في هذا الوقت الحساس، كما امتدت موجة الاحتجاجات، إلى مقر دائرة الحجار، إذ أقدم الشبان الغاضبون على نصب خيم أمام المدخل الرئيسي لمقر الدائرة، وإعلان الدخول في إضراب عن الطعام، سيمتد طويلا، للمطالبة بمناصب عمل وعقود التشغيل، ورفض المحتجون المشاورات والمفاوضات وجلسات الحوار، التي أجراها رئيس الدائرة مع وفد يمثلهم، الذي لم ينجح في تهدئة الوضع، حيث أصر الغاضبون على حضور والي الولاية محمد الغازي، قبل أن تتدخل قوات مكافحة الشغب، لتفريق المتظاهرين على مستوى الطريق الوطني رقم 16 و فتح حركة المرور أمام حركة المرور، في حين لا يزال التوتر سيد الموقف على مستوى موقع الاحتجاج بالدائرة وسط انتشار مكثف لقوات مكافحة الشغب التي اكتفت بمراقبة الوضع دون تدخل خوفا من نشوب موجة اشتباكات مواجهات عنيفة، مع طالبي الشغل.