على خلفية تردي الأوضاع الاجتماعية والنفسية وتفشي العديد من المظاهر جراء الترسب المدرسي والتهميش أضحى المواطن بتيزي وزوعرضة ظواهر القتل السرقة والانتحار أيضا هي الظاهرة الأخيرة تكشف عن مرحلة اليأس الذي وصل إليه شباب بالمنطقة بالخصوص على ضرورة الفراغ القاتل الذي يعاني منه والأفاق غير واضحة التي تترأس أمامه . من هذا المنطلق تكشف الإحصائيات الخاصة بالانتحار الصادرة من مصادر أمنية موثوقة عن ارتفاع حالات الانتحار منذ بداية السنة الجارية إذ بلغت إلى حد الآن 40 حالة انتحار على الرغم من تعدد أسباب حالات الانتحار في تيزي وزووالتي تحتل المرتبة الأولى وطنيا في هذه الظاهرة وعدم إمكانية تحديد بدقة، إلا أن الأوضاع المعيشية هي الأكثر العوامل ارتباطا بهذه الحالات لاسيما وأن اغلب حالات الانتحار تسجل في المناطق المعزولة والمهمشة والمحرومة كمناطق، ذراع الميزان، تيزي غنيف، ترمتين وواقنون بني دوالة أوفي المحيط الذي تسود فيها الخلاقات والمشاكل الاجتماعية العويصة إضافة إلى الحرمان أوالإحباط العاطفي الذي يصيب البعض وقد عكفت المصالح المختصة للدرك الوطني وكذا مصالح الشرطة ومدير الصحة لتيزي وزو في محاولة تحديد الأسباب والدوافع وراء تنامي ظاهرة الانتحار التي ليست من تقاليد منطقة القبائل من خلال القيام بدراسات وافية ومستندة إلى التقارير الصادرة في أعقاب تسجيل مثل هذه الحالات والتحقيقات التي تكشف في أجزاء منها عن ملابسات ودوافع الإقدام عن الانتحار هذه الظاهرة التي برزت بجلاء ووضوح على خلفية تنامي المشاكل الاجتماعية في الجزائر. وأخذت ظاهرة الانتحار أبعاد مقلقة حيث أن عدد الحالات لاتزال مرتفعة بتيزي وزومن شهر إلى أخر ومن سنة إلى أخرى عن جانب أخر واستنادا إلى الأرقام المقدمة من قبل المصالح المختصة سواء من قبل الدرك الوطني أومصالح الحماية المدنية فان منطقة ذراع الميزان تسجل تزايد معتبرا في حالات الانتحار المعلن عنها وقد سجلت منذ بداية السنة الجارية 15 حالة انتحار أي بزيادة معتبرة وهذا خلال أربعة أشهر فقط منذ بداية سنة 2018 فضلا عن ذلك فإن ذراع بن خدة، بوغني، عين الحمام، عزازقة تعاني أيضا من ذات الظاهرة. في ذات السياق تكشف مختلف التقارير الصادرة خلال السنة الماضية مدى ارتباط الأوضاع الاجتماعية بحالات الانتحار لاسيما في أعقاب تحسن الوضع الأمني حيث ظلت العديد من المناطق لاسيما الفقيرة تعاني من الحرمان والتهميش والبطالة إذ يلاحظ أن مستويات ونسب الانتحار غالبا ما تتواجد في المناطق المعزولة والفقيرة وهذا ما يلاحظ في الميدان لكن لا يعني أن المدن الكبرى التي تشهد تنمية لاباس بها عن هذه الظاهرة إلا أن الأسباب والدوافع تختلف وتتباين باختلاف المناطق . وعلى صعيد أخر تكشف الدراسات والتقارير التي أعدت من طرف المصالح المختصة بالدرك الوطني، المصالح الصحية وكذا مصالح الحماية المدنية عن أن حوالي 50 حالة انتحار سجلت خلال السنة الماضية 2017 ارتبطت بأزمات مختلفة منها البطالة، الأمراض النفسية الخلافات العائلية إلى غير ذلك وبالتالي فان ضرورة تقتضي إيجاد إطار لدراسة مثل هذه الظواهر عن النواحي الاجتماعية والنفسية وتحديد أدق الأسباب التي تدفع بشباب بالخصوص اللجوء إلى تيار اليأس أي وضع حد للحياة في مجتمع بد يعر ف اختلالات كبيرة على المستويات النفسية والاجتماعي ة خاصة بمنطقة القبائل التي همشت في الفترة الأخيرة.