كشفت الإحصائيات الخاصة بالانتحار بولاية تيزي وزو، عن ارتفاع هذه الحالات، منذ بداية السنة الجارية، إذ بلغت إلى حد الآن 29 حالة، وهي تحتل بالتالي المرتبة الأولى وطنيا في تفشي هذه الظاهرة، ورغم صعوبة تحديد الأسباب التي تدفع الشخص إلى ارتكاب هذا الجرم في حق نفسه، إلا أن الأوضاع المعيشية، خاصة الاجتماعية منها، هي التي تؤثر في نفسية الفرد، وتدفعه إلى الوقوع في هذا الذنب الكبير . وقد أثبتت الأرقام، التي جمعتها مختلف المصالح الأمنية، التشخيص السابق ذكره، خاصة إذا علمنا أن أغلب الحالات تسجل في المناطق المعزولة والمهمشة والمحرومة، كمناطق ذراع الميزان، تيزي غنيف، ترمتين، واقنون وعين الحمام، وكذلك في المحيط الذي تسود فيها الخلافات والمشاكل الاجتماعية العويصة، إضافة إلى الإحباط العاطفي الذي يصاب به البعض. فتردي الأوضاع الاجتماعية والنفسية، وتفشي العديد من الآفات، جعلت المواطن بتيزي وزو عرضة لهذه الظاهرة الغريبة عن تقاليدنا، وهذه الأخيرة تكشف عن مرحلة اليأس الذي وصل إليه الشباب بالمنطقة، بالخصوص الفراغ القاتل الذي يعاني منه وغياب الأمل . وقد عكفت المصالح المختصة للدرك الوطني، في محاولة تحديد الأسباب والدوافع وراء تنامي ظاهرة الانتحار، من خلال القيام بدراسات وافية للكشف عن دوافع الإقدام على قتل النفس، من أجل مواجهة الظاهرة بحلول علمية، تساعد على الأقل في التخفيض من عدد الحالات، لكن هذه النتيجة لا يمكن بلوغها سوى بتضافر جهود مختلف السلطات والمؤسسات المعنية بالموضوع. وللتذكير، فإن المصالح الصحية وكذا مصالح الحماية المدنية أحصت 56 حالة انتحار، خلال السنة الماضية، ارتبطت بأزمات مختلفة منها البطالة، الأمراض النفسية، الخلافات العائلية، إلى غير ذلك من الأسباب التي تدفع بشباب المنطقة إلى وضع حد لحياتهم.