أصيب عشرات المتظاهرين بجروح أمس، في مدينة تعز، ثاني أكبر المدن اليمنية إثر قيام قوات الأمن بإطلاق النار والغازات المسيلة للدموع لتفريق تظاهرة ضخمة مناوئة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وقال شهود عيان إن ''قوات الأمن المنتشرة بشكل كثيف في مدينة تعز الواقعة على مسافة 200 كيلومتر جنوب العاصمة صنعاء، تدخلت لمنع تقدم المتظاهرين في حي بجنوب شرق المدينة''. وقالت مصادر يمنية إن قوات الحرس الجمهوري اليمني تعتقل عشرات المتظاهرين في تعز. ونقلت وكالة ''رويترز'' عن شاهد عيان قوله ''كان هناك آلاف في المسيرة جاءوا من خارج تعز ولكن الشرطة والجيش ومسلحين في ملابس مدنية واجهوهم وأطلقوا أعيرة وغازات مسيلة للدموع''، مضيفا ''أصيب عشرة أشخاص.فتحوا النيران بكثافة من كل اتجاه''. وقال شهود إن عشرة أشخاص جرحوا بالرصاص بينما أصيب عدد آخر بآثار الغاز المسيل للدموع. وجاءت المظاهرة التي ضمت مئات الآلاف، رفضا للخطة الخليجية الخاصة بالأزمة اليمنية والتي تنص على نقل سلطة الرئيس إلى نائبه مع منحه وعائلته وكبار مسؤوليه حصانة من المساءلة القضائية. وهتف المتظاهرون الذين انطلقوا من شمال تعز ''لن نرتاح لن نرتاح حتى يحاكم السفاح''، في إشارة إلى الرئيس صالح الذي يحكم البلاد منذ نحو 32 عاما. وجدد المتظاهرون تأكيد رفضهم للمبادرة الخليجية والمطالبة بمحاكمة صالح وأعوانه كما رفعوا لافتات كتب عليها ''يا دول الجوار لا حوار لا حوار''، كما رفعوا أعلاما بحرينية تضامنا مع المحتجين في البحرين الذين تم وقف تحركهم بالقوة من قبل السلطات. وبحسب شهود عيان فقد أغلقت قوات الأمن الطرقات بواسطة حواجز أسمنتية لاسيما الطرقات المؤدية إلى مركز المحافظة بعد أن قامت بنشر المركبات المصفحة في محيط المنطقة. وانتزع المتظاهرون صور الرئيس اليمني في إطار حملة أطلقها الشباب الذين يطالبون بإسقاط النظام، من أجل ''تنظيف المدينة من صور الرئيس''. وفي محافظة إب، أصيب 30 شخصا إثر الاعتداء ''بلطجية'' على مسيرة بمئات الآلاف. وكان حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن أعلن قبول صالح التنحي عن الحكم مقابل منحه ''حصانة'' تضمن عدم محاكمته، لكن الرئيس اليمني أكد أنه يرفض تماما ما أسماها ب''العملية الانقلابية''.