أصيب أمس الثلاثاء أكثر من أربعمائة شخص أثر تجدد المواجهات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن اليمنية في مدنية تعز، فيما قتل شخص وأصيب عشراتٌ آخرون بإطلاق النار على مسيرة بصنعاء. وقال شهود عيان إن قوات الأمن هاجمت المتظاهرين وأطلقت الغازات المسيلة للدموع وقام أشخاص يرتدون ملابس مدنية بالاعتداء عليهم بالأسلحة البيضاء. كما قتل شخص وأصيب عشراتٌ آخرون عندما أطلق مسلحون بزي مدني النار على مسيرة بالقرب من شارع الستين بصنعاء. كما تم إطلاق نار كثيف أمام ساحة التغيير وحلقت طائرات حربية على ارتفاع منخفض. ونقلت سيارات الاسعاف العشرات من الجرحى الى المستشفى الميداني بصنعاء بعد إطلاق الحي عليهم من قبل بلطجيته. وتأتي هذه التطورات بعد يوم دام شهدته عدة مدن يمنية الاثنين وأسفر عن سقوط 19 قتيلا وإصابة أكثر من 800 آخرين أثناء محاولة قوات الأمن اليمنية تفريق مظاهرات مناهضة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مدينتي تعز بجنوب اليمن والحديدة بغربه. ففي تعز قالت مصادر طبية إن 17 شخصا قتلوا أثناء محاولة الشرطة تفريق مسيرة قرب مبنى المحافظة في المدينة طالبت برحيل الرئيس صالح وأبنائه وأقاربه كما دعت إلى عصيان مدني. كما أصيب أكثر من 800 شخص آخرين إثر استنشاق الغاز المسيل للدموع، فضلا عن 150 في حالة حرجة حيث تلقى معظمهم طلقات نارية في الصدر أو الرأس أو العنق. وقال مدير المستشفى الميداني، صادق الشجاع، إن هناك أكثر من أربعين مصابا باختناق يوجدون الآن في المستشفى. وفي اتصال مع الجزيرة اتهم رئيس تحرير صحيفة "العمال" اليمنية يحيى العابد مجاميع مسلحة على دراجات نارية تتبع أحزاب اللقاء المشترك بإطلاق النار على المتظاهرين، مشيرا إلى أن القتلى والجرحى هم من معارضي صالح ومؤيديه، على حد قوله. لكن رئيس تحرير جريدة "الأهالي" علي الجرادي، أحد الناشطين في الثورة اليمنية، كذب ما قاله العابد مؤكدًا أن المظاهرات أمام محافظة تعز كانت مدنية سلمية وأن القناصة ورجال الأمن استهدفوا المتظاهرين بالرصاص الحي، مشيرا إلى أن الجرائم موثقة لديهم. من جهتها قالت أحزاب اللقاء المشترك إن الاعتداءات على المعتصمين تأتي ضمن مسلسل جرائم اتهمت الرئيس ونظامه بارتكابها منذ أكثر من شهرين، مؤكدة أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وأن المسؤولين عنها سيلاحقون أمام القضاء الوطني والدولي. وكان عشرات الآلاف قد خرجوا من مناطق عديدة بمحافظة تعز في مسيرة سلمية منذ صباح الاثنين للتنديد بما قالوا إنه مجزرة ارتكبتها قوات الأمن ضد المحتجين بالمدينة أصيب فيها نحو ألف شخص. وفي محافظة صعدة بشمال اليمن خرج عشرات الآلاف في مسيرة حاشدة للتنديد بالمجزرة التي ارتكبت في ساحات الحرية في كل من تعز والحديدة وأودت بحياة عشرات وأدت إلى إصابة مئات. ورفع المشاركون شعارات تنادي بتغيير نظام حكم الرئيس اليمني كما استنكروا صمت المجتمع الدولي عن تلك الجرائم. كما تظاهر آلاف أيضا بالبيضاء وسط البلاد احتجاجًا على قمع المعتصمين في تعز وطالبوا برحيل الرئيس ونظامه، في حين أعلن الآلاف من أبناء محافظة الضالع بالجنوب انضمامهم للثورة الشعبية والمعتصمين بساحة التغيير بصنعاء.