أسفرت اشتباكات بين عناصر الشرطة والمتظاهرين في اليمن، خلال محاولة قوات الأمن تفريق مظاهرات مناهضة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح في مدينة تعز، عن مقتل 19 شخصا وإصابة أكثر من 800، في حين خرج عشرات الآلاف في محافظة صعدة شمالا ومدن أخرى للتنديد بما سموه المجزرة التي ارتكبت في هاتين المدينتين. وذكرت وسائل إعلامية، نقلا عن مصادر طبية، أن 17 شخصا قتلوا أثناء محاولة الشرطة تفريق مسيرة قرب مبنى المحافظة في المدينة طالبت برحيل الرئيس صالح وأبناؤه وأقاربه كما دعت إلى عصيان مدني.كما أصيب أكثر من 800 شخص آخرين إثر استنشاق الغاز المسيل للدموع، فضلا عن 150 في حالة حرجة حيث تلقى معظمهم طلقات نارية في الصدر أوالرأس أوالعنق. ووفقا للمصادر الإعلامية ذاتها، قال مدير المستشفى الميداني، صادق الشجاع، إن هناك أكثر من أربعين مصابا باختناق يوجدون الآن في المستشفى. وكانت مصادر قد أفادت، أن شبانا غاضبون حاولوا التوجه في مظاهرة إلى مبنى محافظة تعز الذي تعززت الحراسة الأمنية حوله مما أدى إلى تجدد الاشتباكات. وأضافت المصادر الإعلامية، أن رئيس تحرير صحيفة العمال اليمنية يحيى العابد، اتهم مجاميع مسلحة على دراجات نارية تتبع أحزاب اللقاء المشترك بإطلاق النار على المتظاهرين، مشيرا إلى أن القتلى والجرحى هم من معارضي صالح ومؤيديه، على حد قوله. في المقابل، كذب رئيس تحرير جريدة الأهالي علي الجرادي، أحد الناشطين في الثورة اليمنية، ما قاله العابد مؤكدًا أن المظاهرات أمام محافظة تعز كانت مدنية سلمية وأن القناصة ورجال الأمن استهدفوا المتظاهرين بالرصاص الحي، مشيرا إلى أن ما سماه الجرائم موثق لديهم. من جهتها قالت أحزاب اللقاء المشترك إن الاعتداءات على المعتصمين تأتي ضمن ما سمته مسلسل جرائم اتهمت الرئيس ونظامه بارتكابها منذ أكثر من شهرين، مؤكدة أن هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم وأن المسؤولين عنها سيلاحقون أمام القضاء الوطني والدولي. وكان عشرات الآلاف قد خرجوا من مناطق عديدة بمحافظة تعز في مسيرة سلمية منذ أمس الأول، للتنديد بما قالوا إنه مجزرة ارتكبتها أمس الأول قوات الأمن ضد المحتجين بالمدينة أصيب فيها حسب ما ذكرته مصادر إعلامية نحوألف شخص. وفي الحديدة غربي اليمن، نقلت مصادر إعلامية، نقلا عن شهود عيان، أن شخصين قتلا برصاص مسلحين يرتدون زيا مدنيا أثناء مشاركتهما في مظاهرة مناهضة للرئيس اليمني أمام مقر المحافظة، كما أصيب عدد من المتظاهرين بجروح.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى وجود مدرعات داخل محافظة الحديدة كانت تطلق الرصاص من رشاشات تجاه المعتصمين بساحة التغيير مما أدى إلى سقوط ثلاثين جريحا على الأقل. كما قالت مصادر أخرى، إن مسلحين بزي مدني يطلقون النار على متظاهرين بالمدينة. وقد انطلقت مسيرات احتجاج من ساحة التغيير إلى مقر المحافظ، للمطالبة بتنحي الرئيس اليمني، حيث أفادت وسائل إعلامية نقلا عن شهود عيان، أن قمع المسيرات مستمر منذ يوم الأحد، ما أدى إلى إصابة نحو 300 شخص في ساحة التغيير. وفي محافظة صعدة بشمال اليمن خرج عشرات الآلاف في مسيرة حاشدة للتنديد بما سموه المجزرة التي ارتكبت في ساحات الحرية في كل من تعز والحديدة وأودت بحياة عشرات وأدت إلى إصابة مئات.حيث رفع المشاركون شعارات تنادي بتغيير نظام حكم الرئيس اليمني كما استنكروا ما وصفوه بصمت المجتمع الدولي عن تلك الجرائم.