البلاد - ليلى.ك - عرفت امتحانات شهادة التعليم المتوسط، أمس، تكرار سيناريو نشر المواضيع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث قام رواد الفضاء الازرق بنشر موضوع اللغة العربية عبر "فايسبوك" دقائق بعد فتح الاظرفة وتوزيعه على المترشحين، تماما مثلما حصل في امتحانات "السانكيام"، فيما تم ايضا نشر 20 موضوعا مزيفا قصد التشويش على المترشحين. وعرفت امتحانات البيام التي انطلقت اليوم بداية متعثرة وعلى وقع تسريب الأسئلة عبر مواقع التواصل الاجتماعي دقائق قبل انطلاق الاختبارات، رغم الاجراءات الاحترازية التي اتخذتها مصالح الوزير بعابد، بالتنسيق مع الاجهزة الامنية المختلفة وعلى رأسها وزارة الدفاع الوطني، وتم نشر الأسئلة الخاصة بمادة اللغة العربية على موقع "الفايس بوك" دقائق فقط قبل انطلاق الاختبار والتي تم تداولها بعد ذلك على نطاق واسع من قبل رواد الفضاء الأزرق وهذا السيناريو تكرر مع موضوع امتحان مادة العلوم الفيزيائية والتكنولوجية، حيث تم نشر المواضيع بعد دقائق من زمن الامتحان، ضاربين عرض الحائط بتهديدات المسؤول الأول عن القطاع الذي تعهد بمتابعة المتورطين في هذه التجاوزات قضائيا. ويبدو أن المتورطين في عملية النشر، لم يتفطنوا إلى ورقة إجابة احد الممتحنين، تم التقاط صورة لها، رفقة موضوع اللغة العربية، وكان الرقم السري للمترشح واضحا، مما سيمكن من كشف مصدر النشر بسهولة. وفيما يتعلق بطبيعة المواضيع، تباينت أرء المترشحين حول موضوع اللغة العربية، حيث أكد بعض المترشحين أن بعض الاسئلة وردت من خارج المقرر الدراسي السنوي وتخص دروسا محذوفة تتعلق أساسا بمكتسبات قبلية وهي صيغة المبالغة، اسم الفاعل واسم المفعول، وسبق لهم وتلقوها خلال سنوات الدراسة السابقة، أي الأولى والثانية والثالثة متوسط، الأمر الذي أثار استياءهم وغضبهم وقام الاساتذة بتهدئتهم تفاديا لحدوث أي انزلاقات أو تجاوزات قد تؤثر سلبا على السير الحسن لباقي الاختبارات. بالمقابل، أكد أساتذة المادة أن مواضيع الاختبار قد ارتبطت ارتباطا وثيقا بالثقافة العامة وعلى مكتسبات قبلية مقابل ذلك أكد ممتحنين آخرين أن موضوع اللغة العربية كان في المتناول وبإمكان التلميذ الذي واضب على المراجعة والدراسة الاجابة على أسئلته. وبخصوص اختبار مادة العلوم الفيزيائية، أكد مترشحون على مستوى مركز مالك حداد ببرج الكيفان، أن المواضيع قد وردت طويلة وصعبة نوعا ما مقارنة بمواضيع الدورة الفارطة وقد تضمن الامتحان الأسئلة من دروس جديدة تم إدراجها ضمن ما يصطلح عليه "بالتدرج السنوي الجديد" وهو ما جعل التلاميذ يرتبكون مباشرة بعد توزيع الأوراق عليهم، ليصاب البعض منهم بحالة من الهستيريا، خوفا من عدم قدرتهم على حل الموضوع والإجابة على الأسئلة التي لم تكن في مستوى التلميذ المتوسط حسبهم فيما خصصت الفترة المسائية لاجتياز امتحاني التربية الإسلامية والتربية المدنية. وأبدى المترشحون أملهم في أن تكون مواضيع الرياضيات والعلوم الطبيعية سهلة. وفي تعليقها على نشر موضوع اللغة العربية دقائق بعد انطلاق الامتحان، عبرت نقابات التربية عن أسفها الشديد، لتكرار سيناريو تسريب مواضيع خاطئة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف التشويش على التلاميذ، مشيرة إلى أن أغلب الدول لديها تقنية 4 جي ولم تشتك من ظاهرة تسريب الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي، باستثناء الأقلية ومنها الجزائر، التي عرفت هذه الظاهرة منذ دخول تقنية 3 جي إلى بلادنا. وحذر في هذا الشأن المكلف بالإعلام على مستوى نقابة عمال التربية "اسنتيو"، قويدر يحياوي، من تكرار نشر مواضيع الامتحانات الرسمية، كونه مؤشر خطير ينذر بحدوث نفس السيناريو في امتحان البكالوريا، والاخطر في ذلك، أن يتم تسريب المواضيع من داخل مراكز الاجراء، وإمكانية إرسال الاجابة إلى داخلها بنفس الطريقة، أي بتورط مختلف أسلاك التأطير من مدير المركز أو الحارس أو حتى عون الامن أو الصحة. وقال يحياوي إن أجهزة التنشويش التي تحدثت عنها الوزارة والتقنيات المتطورة التي تم اعتمادها بالتنسيق مع وزارة الدفاع، ليست الا حبرا على ورق وللاستهلاك الاعلامي فقط، ومن المستحيل تطبيق هكذا إجراءات بين عشية وضحاها، فتجسيدها ميدانيا يتطلب ميزانية كبيرة يصادق عليها مجلس الحكومة ويتم تحضيرها سنتين على الاقل قبل الشروع فيها، ولا بد من الاشارة إلى أنه لا يمكن أبدا ردع الغش والغشاشين، دون تطبيق عقوبات صارمة وإجراءات ردعية تحد من الظاهرة. وشدد المتحدث على ضرورة قيام المصالح المختصة، بفتح تحقيق معمق في نشر الموضوع مرفوقا بورقة الاجابة التي تحمل الرقم السري، باعتباره أمر خطير مع اتخاذ اجراءات عقابية صارمة في حق جميع المتورطين في التشويش على الامتحانات، مبديا أمله في أن لا تعرف امتحانات البكالوريا المزمع تنظيمها الأسبوع المقبل، تكرار سيناريو نشر المواضيع من قاعات الامتحان لتفادي ضياع مصداقية البكالوريا.