اجتاز أمس قرابة 600 ألف مترشح امتحان شهادة التعليم المتوسط البيام فقي يومه الأول في أجواء طبعها استياء كبير حول تكرار ظاهرة تسريب ونشر مواضيع امتحان اللغة العربية والفيزياء دقائق فقط بعد انطلاق الوقت الرسمي للامتحان. وفي هذا السياق، أشرفت وزيرة التربية الوطنية، نورية بن غبريط، رفقة وفد عن البرلمان والشركاء الاجتماعيين من ولايتي الاغواط والجلفة على الانطلاقة الرسمية لهذا الامتحان الذي يدوم ثلاثة أيام، حيث أكدت اتخاذ مصالحها لكافة الإجراءات التي من شأنها إنجاح هذا الامتحان الهام. ويقدر العدد الإجمالي للمترشحين لهذا الامتحان الذي من المنتظر الإعلان عن نتائجه يوم 18 جوان المقبل 595.865 مترشح أي بارتفاع قدره 5,9 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية التي سجلت 566.221 مترشح حسب الأرقام المقدمة من طرف وزارة التربية الوطنية. وبالنسبة لأجواء سير اليوم الأول من الامتحان، اجتاز التلاميذ بداية امتحان في اللغة العربية والذي تضمن موضوعه كالعادة نص بعنوان زمن الوسائط المعرفية تصاحبه أسئلة من جزأين حول البناء الفكري والبناء الفني والبناء اللغوي و الوضعية الإدماجية بالإضافة إلى تحرير فقرة حول الإدمان على مشاهدة التلفاز، أما بالنسبة لموضوع امتحان الفيزياء فقد تناول بدوره عدة تمارين تتعلق بالكيمياء والحركة والاحتكاك. وعن ردود فعل التلاميذ عقب نهاية الامتحان، أجمع المترشحين على سهولة امتحان اللغة العربية والفيزياء رغم أن الثاني كان يحتاج للمزيد من التركيز، إلا أنهم أكدوا أن الأسئلة كانت سهلة وفي متناول التلميذ المتوسط خاصة ما تعلق بمادة اللغة العربية، فيما استصعب البعض الأخر مادة الفيزياء، مشيرين من جهة أخرى إلى أن الوقت الممنوح لاجتياز الامتحان في اليوم الأول كان كافي فيما لم يخلو اليوم الأول من تسجيل غيابات وسط المترشحين للشهادة. تداول لمواضيع الامتحان عبر الفايسبوك على غرار، ما شهده امتحان شهادة التعليم الابتدائي قبل أسبوع، تم اليوم تداول مواضيع امتحان الخاص بشهادة التعليم المتوسط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، دقائق بعد الانطلاق الرسمي للامتحان، فبعد أقل من ربع ساعة من توقيت فتح أظرفة امتحانات شهادات التعليم المتوسط ، التي انطلقت رسميا أمس تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي موضع امتحان اللغة العربية الذي تم تسريب صورة منه عبر الفايسبوك ليتم تداوله على نطاق واسع. ورغم الإجراءات الأمنية والرقابية المشددة والعقوبات التي تصل حدة المتابعة القضائية، التي اتخذتها مصالح بن غبريت لمنع نشر المواضيع، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أنها خسرت رهانها مرة أخرى بعد قرابة 15 دقيقة من انطلاق الامتحان. ورغم تأكيدات وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريت، بأن نشر المواضيع بعد انطلاق الامتحان، لا تعد تسريبا بل نشرا للمواضيع، إلا أن حالة التشويش التي أصبحت تصاحب كل الامتحانات الرسمية باتت تؤثر سلبا على السير الحسن لامتحانات، فيما أكدت بأنها ستتخذ الإجراءات اللازمة في حق المتورطين، خاصة الذين يعيدون نشر الأجوبة. وقد كانت النقابات المستقلة لقطاع التربية، قد توقعت تكرر سيناريو التسريبات ونشر المواضيع خلال امتحانات شهادتي المتوسط والبكلوريا، مطالبة وزارة التربية بفتح تحقيقات موسعة داخل وخارج إطار مراكز الامتحانات، وتطبيق أقصى العقوبات على المتورطين في التشويش على مجرى الامتحانات في كل موسم. وقد كان المكلف بالإعلام والمتحدث الرسمي باسم المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار، مسعود بوديبة، قد أكد في تصريح إعلامي تورّط دوائر خارج مراكز الامتحانات بتسريب المواضيع والتشويش على مجرى الامتحانات، وهو ما يؤكده حسبه وصول الظاهرة إلى امتحانات الطور الابتدائي منذ أيام، كما أفاد ذات المتحدث بان تلك الدوائر التي تسبب التشويش على مجرى الامتحانات في منأى عن العقوبة والتحقيق.