البلاد.نت- حكيمة ذهبي- دعا شيوخ الزوايا الرحمانية، مؤسسات الدولة والمجتمع، إلى التمييز بين الزوايا الأصيلة بقلاعها العلمية ومؤسساتها التربوية وبين تلك التي انحرفت ولا أثر للصلاح في ساحتها. وأعلن شيوخ الزوايا الرحمانية، في بيان عقب اجتماعهم بزاوية الهامل ببوسعادة ولاية المسيلة، عن تبرأهم من المتلبّسين برداء الزوايا، الّذين يتّخذونها مطايا لأغراض دنيوية، ومنافع ذاتية، محذرين أفراد المجتمع من نَصبِهم واحتيالهم، ومن دَجَلِهم وضَلاَلاَتهم. ودعا شيوخ الرحمانية، كافّة الزوايا إلى التزام منهج الوسطية والاعتدال، وتوجيه العناية في خطابها إلى الدعوة للمحافظة على المرجعية الدينية، وتعزيز مقوّمات الوحدة الوطنية؛ وتحذير الأمة من مخاطر الحركات الهدّامة، والتيارات الدخيلة التي تتغذّى من إشاعة الفهوم الخاطئة للدّين، والتّأويلات الباطلة لمقاصد شريعته. كما دعوا إلى الفصل بين ممارسة السياسة الحزبية، والقيام بواجب السياسة الشرعية، الّتي تتناول جميع قضايا الأمّة، بما يُصلح حياتها الروحية والمادّية، ويحقّق تنميتها وازدهارها، في ظلّ قيمها ومبادئها، مؤكدين استعدادهم للتّعاون مع الجمعيات والهيئات العاملة في حقل الدّعوة الإسلامية، داعينها إلى تنسيق الجهود وتكاملها، من أجل خدمة الرسالة المشتركة، والتعريف بالرؤية الإسلامية المتميّزة، في جميع مجالات الحياة؛ وتوجيه المجتمع إلى تنظيم شؤونه، وترقية حياته، بالاعتماد على الذّات، وبثّ الثقة في النفوس، وتثمين قيمة الوقت وقيمة العمل، وحفز همم الشباب إلى الحياة الجادّة، والعمل المنتج المفيد؛ وإنارة السبيل أمامهم للسعي نحو أهداف سامية، في نصرة دينهم،وخدمة أمّتهم ووطنهم. وأهاب شيوخ الرحمانية، بالشعب الجزائري الذي التف حول ثوابت الأمّة وقيمها الروحية والوطنية، وتمسك بمرجعيتها الدينية؛ مشددين على ضرورة تغليب لغة الحوار البنّاء، للخروج من الأزمة وإيجاد الحلول الناجعة، ونبذ عوامل الفرقة والخلاف، والسعي لتوحيد الكلمة، وجمع الصفّ؛ والتصدّي لكلّ نزعة عرقية أو جهوية، وكلّ دعوة مشبوهة، من شأنها المساس بوحدة المجتمع الجزائريّ وتماسكه، والإضرار بانسجام فئاته ومكوّناته.