البلاد - زهية رافع - طفت إلى السطح فضائح بعض الأسماء التي سحبت استمارات الترشح وأعلنت عن نيتها خوض سباق الرئاسيات. وبرزت العديد من الصراعات بين المرشحين أنفسهم حتى قبل انطلاق الحملة الانتخابية، في وقت انتقل سباق الرئاسيات من التزاحم حول إبداء نية الترشح إلى ماراطون جمع التوقيعات، خاصة بالنسبة للمرشحين المحتشمين الذين بدأ عددهم يتزايد، في الوقت الذي لم تصل فيه أغلب الأحزاب السياسية الموجودة في الساحة إلى موقف دقيق من رئاسيات أفريل المقبل تلقى رئيس الحكومة والوزير السابق المترشح للرئاسيات 12 ديسمبر عبد المجيد تبون في غضون أقل من أسبوعين ثاني هجوم من منافسيه في سباق الإنتخابات بعد الذي طاله من المرشح علي بن فليس رئيس طلائع الحريات، حيث جاء هذه المرة من وزير سابق أيضا ويتعلق الأمر بالمترشح رئيس حركة البناء الوطني بن قرينة الذي فتح النار على عبد المجيد تبون دون ذكره بالإسم، حيث قال: "من عاثوا في الأرض فسادا يدعي الآن كذبا وزورا بأنه مرشح الفريق أحمد ڤايد صالح، وأحد رؤساء الجمعيات الداعمة له سعيد بهذا بعد أن جمع 21 ألف توقيع من أربع ولايات بالهضاب العليا. الحرب الكلامية التي تستعر بين المترشحين تعد استباقية وتميل إلى الاستقطاب والإثارة قبل انطلاق الحملة الإنتخابية، حيث بدأت مبكرا وسبق أن تلقى مرشح الارندي عز الدين ميهوبي هو الآخر هجوما من منافسه المفترض سليمان بخليلي وحتى من رئيس جبهة العدالة والتنمية الذي رفض مشاركة أحزاب الموالاة في هذا الغستحقاق وهو ما رد عليه أمس الاول ميهوبي خلال تزكيته وهاجم الأطراف التي تريد إقصاء الحزب وقد لاقى هذا السجال رفضا من الجزائريين الذين اعتبروا أن الشعب هو الرئيس وهو من يقرر من سيحكمه، مؤكدين أن التصريحات المثيرة للجدل والصراعات التي بدأت تظهر على السطح لن تفيد في شيء وإنما ستشوش على العملية الانتخابية
مهازل وفضائح المرشحين تضرب صورة الرئاسيات التاريخية وبعيدا عن الحرب المفتوحة بين المترشحين يظهر جليا أن البعض منهم يريد عبر هذه الخرجات استقطاب الاهتمام الإعلامي. فيما تحول بعض المترشحين إلى مثيرين للسخرية والتهكم وتحولت هوية المترشحين لمنافسة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة إلى مصدر للسخرية والتنكيت، حيث أثار تصريح الدكتور أحمد بن نعمان، الراغب في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة حالة من التهم والسخرية بعدما صرح خلال سحب استمارت الترشح أن سمك القرش قلق، ويعيش على أعصابه لأنه قلق من نجاح الانتخابات الرئاسية، وإنه يريد أن يفشل هذه الانتخابات، وإن هناك من البشر من يساعدونه بالعمل على ألا تجرى هذه الانتخابات في موعدها المقرر يوم 12 ديسمبر وأن الشيء الذي كان ينفر الجزائريين ويدفعهم للرحيل عبر قوارب الموت لم يكن موجودا، وإنه إذا نجحت الانتخابات الرئاسية فإن سمك القرش سيموت جوعا. ولم تكن خرجة بن نعمان بعيدة عن الفضيحة التي فجرها المدعو محمد بعولي في حق هذه الإنتخابات بعد ان قدم نفسه على انه عالم سياسي وعالم اقتصادي وعالم اجتماعي وعالم حربي، مؤكدا أنه ليست لديه شهادة جامعية وإنما شهادته علمية، وأن من يدعي بشهادته الجامعية عليه مواجهة العلماء، وذلك ردا على سؤال يتعلق بنيته الترشح في الانتخابات، وأنه سيغير الجزائر نحو الأحسن بشخصيته وفكره وعلمه مقدما وصفة سحرية في برنامجه حول شروط الزواج واختيار شريكة الحياة. وبين مشاهد السخرية والإثارة والحرب الكلامية في سباق الترشحيات، يبرز السباق نحو ماراطون جمع التوقيعات التي تعد المرحلة الأصعب والتحدي الذي يواجه الراغبين في الترشح للرئاسيات المزمع تنظيمها يوم 12 ديسمبر المقبل، لا سيما أن حملة جمع التوقيعات التي لاقت صعوبة وعراقيل دليهم وتسبب شرط الحضور الشخصي للموقع ورفض الموثقين العمل دون تلقيهم إذنا من قبل الغرفة الوطنية للموثقين، في مشاكل وعراقيل أمام الراغبين في الترشح، وأصبح هاجس جمع التوقيعات يؤرق بعض المرشحين من المجهريين، فلجأوا إلى طرق إحتيالية ولاأخلاقية في جمعها.