الشارع يستعيد "هدوءه" بعد وصول الإمدادات وتوفير الضروريات البلاد - ب.رستم - يعيش البليديون، بداية من الأسبوع الجاري، حالة من الهدوء التي أدت إلى تكيفهم مع الحجر الصحي الذي عزل ولاية البليدة منذ الأسبوع الماضي، حيث بدأت ملامح الخوف تختفي في الشارع البليدي عند القلة القليلة من المواطنين الذين يضطرون إلى التنقل للتزود بالغذاء والحاجيات الأساسية وخاصة المواد الصيدلانية. وكان الشارع البليدي خلال الأيام الأولى من الحجر، يعرف فوضى على مستوى تنقل المواطنين وكذا طوابير للحصول على الخبز في بعض المخابز وكذا محلات المواد الغذائية ومحطات الوقود. كما عاش بعض البليدين من زبائن البنوك حالة خوف بعدما لم تفتح بعض البنوك أبوابها في اليوم الأول من الحجر. في حين فتحت أبوابها في الأيام الأخيرة بعدما تمكن بعض الموظفين من الالتحاق بمقر عملهم وهو ما سمح للزبائن بسحب أموالهم. كما ساهم في زرع الطمأنينة في قلبوبه. وعرفت بعض الأكشاك عودة أصحابها إلى نشاطهم المعتاد بعدما أوضحت السلطات أنها غير معنية بالغلق وهو الأمر الثاني الذي زاد من اطمئنان البليديين، خاصة منهم زبائن التبغ. كما شهدت محطات التزويد بالوقود تنظيما سمح لأغلب أصحاب المركبات بالتزود بما يحتاجونه من وقود، حيث نقصت طوابير السيارات أمام محطات الوقود القليلة التي أعفيت من الغلق وتم فتحها للزبائن بتوقيت منتظم. هذا ويشهد الطريق السريع الرابط بين بوفاريك والعفرون، حركة قليلة جدا للمركبات، باستثناء مركبات التجار التي تقوم بتزويد البليدين بما يحتاجونه من أغذية. اما حركة المواطنين، فقد عرفت وسط المدينة عبر شوارعها حالة من السكون المخيف جراء غياب تنقل الأشخاص وخاصة النساء والأطفال الذين أصبح حجرهم مؤكد ببيوتهم. فيما عرفت الأرياف حركة أكثر لسكانها بمسافات متباعدة بين الأفراد، حيث بقي الفلاحون يزاولون نشاطاتهم المهنية في حقولهم. فيما اضطر سكان الأرياف العاملين بالمدن إلى التزام الحجر الصحي وهذا بعد تفهمهم ضرورة القيام به للوقاية من وباء كرورنا. هذا وتحولت أغلب البيوت بالبليدة إلى ورشات لصناعة الحلوى التقليدية، بعدما التزمت كل ربات البيوت بالحجر الصحي. كما عادت بعض العائلات إلى صنع الخبز التقليدي لتجنب خبز المخابز وهذا لتجنب العدوى التي قد تكون أثناء شراء الخبز من المخابز. من جهة أخرى، غابت التجمعات الشبانية أمام الأحياء، حيث أصبح أغلب الشباب يفضل البقاء معزولا عن بعضه البعض والاكتفاء بالانترنت على الهاتف النقال أو الألعاب للتسلية. وحسب جولة "البلاد" عبر مختلف بلديات الولاية، فقد أصبح سكان الولاية متفائلين بنتائج الحجر الصحي، خاصة مع تطبيقه من طرف السكان الذين يزدادون حرصا يوما بعد آخر، بسبب حملات التوعية التي تبثها مختلف القنوات التلفزيونية. في حين تحولت الساعة الخامسة مساء إلى موعد لكل العائلات البليدية لتتبع تطورات تفشي الفيروس عبر الوطن من خلال الاحصائيات التي يقدمها رئيس اللجنة الوطنية لمتابعة تفشي فيروس كورونا في الجزائر، البروفيسور جمال فورار. للإشارة، فقد عرفت المواد الغذائية وفرة بما يتناسب مع حاجيات المواطنين البليديين، رغم الطلبات الكثيرة في الأيام الأولى من الحجر الصحي.