بدأت السلطات الإسبانية، في تنفيذ الإجراءات الفعلية من أجل ترحيل دفعة ثانية من مخطط إعادة المهاجرين غير الشرعيين الجزائريين المقيمين على التراب الاسباني بطريقة غير قانونية، ويتوقع أن تحط باخرة تقل 120 "حراق" جزائري، بميناء الغزوات في تلمسان، قادمة من ألميريا جنوب شرق اسبانيا، كانوا محتجزين بمركز الاحتجاز "فيرا" بألميريا، بعضهم دخلوا إلى هذا البلد الأوروبي قبل ظهور جائحة كورونا وآخرون التحقوا على متن زوارق مطاطية في غضون الأشهر القليلة الماضية. وتأتي عملية ترحيل الفوج الثاني من الحراقة الجزائريين، إتماما لعملية ترحيل 100 "حراق" وصلوا يوم الأربعاء إلى ميناء الغزوات، الذين نقلوا إلى بيت الشباب بدائرة ندرومة لقضاء ليلتهم قبل تقديمهم أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الغزوات. ومعلوم أن هؤلاء المهاجرين غير النظاميين، خضعوا إلى تشخيص حالتهم الصحية قبل نزولهم من البواخر مخافة نقلهم لفيروس كورونا ولحسن الحظ كانوا جميعهم في صحة جيدة. ونقلت صحيفة " لاراثون " واسعة الانتشار في إقليم الأندلس الابساني، أن رحلات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين إلى الجزائر ستتواصل وكل رحلة ستنقل مجموعة مكونة من 80 إلى 100 شخصا، وأن مخطط ترحيل الحراقة من الأراضي الاسبانية، لا تشمل الجزائريين فقط، بل المغاربة ومختلف الجنسيات، مضيفة أن الجنوب الاسباني، يعيش حالة تدفق متزايد لمهاجرين من دول المغرب العربي، وبحسب مصادر مؤكدة، فان المهاجرين المقرر ترحيلهم في قادم الأيام، لم يشتغلوا في أي مجال على التراب الاسباني وذلك بسبب ظروف وباء كورونا والتدابير المشددة التي فرضتها السلطات الاسبانية في مراكز الإيواء لمنع عدوى انتشار الفيروس وسط المحتجزين. وكانت السلطات الاسبانية، نفذت مخطط ترحيل مس ما يقرب عن 550 حراق جزائري في الشهور الأخيرة من العام الماضي عبر موانئ الغزوات، وهران ومستغانم في غرب الوطن، كانوا محتجزين لمدة زادت عن سنة في قادس، طريفة ومرسيا في الجنوب الأيبيري وخلف ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من اسبانيا نحو دول المغرب العربي على وجه الخصوص، ردودا متباينة، ففي الوقت الذي تواصل فيه الجزائر، رفضها المطلق، لعب دور "شرطي المنطقة، بشأن المهاجرين، وتدعو إلى تفعيل مبدأ المسؤولية المشتركة، للقضاء على شبكات الهجرة السرية، كونها تضررت كثيرا من هذه الظاهرة وتحولها إلى مراكز عبور بسبب تدفق مهاجرين أفارقة من حدود دول الجوار، وافقت المغرب في ترحيل مواطنيها صوب المملكة على متن الخطوط الملكية للمغرب، وهو ما أجج نيران الغضب في أرجاء المملكة المغربية، لسقوط نظام "الرباط" السهل في "الفخ الاسباني " حيث تبدي الكثير من الهيئات المغربية مخاوفها الكبيرة من احتمال امتداد تصدير ظاهرة الهجرة، بتداعياتها وتكاليفها الباهظة، إلى المغرب.