فتح رابح ماجر، نجم المنتخب الوطني لسنوات الثمانيات، قلبه لجريدة البلاد في اتصال هاتفي مطول، أكد فيه سعادته بالتواجد في الجزائر لقضاء شهر رمضان لأول مرة منذ عدة سنوات، وهو الشهر الذي له نكهة خاصة على حد قوله بين أبناء بلده وحيه ”حسين داي” الذي يقضي فيه سهرات رمضان· ولم ينس صاحب الكعب الذهبي الكشف عن الأسباب الحقيقية لتأخر الكرة الجزائرية، حسبه، وهي الأسباب المتعلقة بالدرجة الأولى بسياسة ”البريكولاج ” التي يتبعها المسؤولون على المستديرة في الجزائر والتي همشت على حد قوله كل ما هو جزائري من لاعبين ومدربين، وضعية يجب أن تتغير من خلال العودة الى تسيير الكرة الجزائرية على رأس الفاف إن اقتضى الأمر لأنه يتمتع بالتجربة اللازمة التي تسمح له بذلك· كما كشف ماجر عن أن تعيين البوسني على رأس الخضر ليس الحل الأمثل لتحسين مستوى الكرة الجزائر· كما لم ينس الرجل الحديث عن مشاريعه المستقبلية والمتعلقة أساسا بالمنظمات الدولية ذات الصلة بالعمل الإنساني على غرار اليونيسكو· أولا مرحبا بك رابح ماجر معك جريدة البلاد، كيف الحال؟ الحمد لله أنا في أحسن أحوالي وأشكركم على السؤال· أنت تقضي شهر رمضان في الجزائر، أليس كذلك؟ نعم أقضي شهر رمضان في الجزائر لأول مرة منذ عدة سنوات، ففي سنوات خلت كنت أقضي يوم أو يومين وأغادر لكن هذه المرة قررت أن أبقى في الجزائر مع عائلتي· ما يميز رمضان في الجزائر عن غيره في البلدان الأوروبية أو العربية التي كنت تتواجد فيها؟ رمضان في الجزائر لديه نكهة خاصة، لا سيما من حيث الأطباق والأسواق الشعبية التي تشم فيها رائحة رمضان وهذا ليس موجودا في الخارج، ضف الى ذلك كله مسألة الأصدقاء والأحباب الذين تجدهم بجوارك، لا سيما بعد الفطور· كيف يقضي رابح ماجر يومياته في شهر رمضان؟ أقضيها ككل جزائري، لا أخفي عليك أنني لا أستيقظ باكرا بعد ذلك أنزل الى السوق لأنني أحب كثيرا التسوق في شهر رمضان وبعد ذلك أعود الى المنزل للاعتناء بحديقتي الخاصة وبعدها أجلس مع أبنائي قليلا حتى وقت الفطور لأكتشف بعدها ما جاد به التلفزيون الجزائري من مسلسلات، ولا أخفي عليك أنني أحب كثيرا متابعة البرامج الجزائرية في شهر رمضان وبعدها أنزل الى حينا القديم بحسين داي الذي أقضي فيه معظم سهراتي وأتذكر أيام الصبى التي اشتقت لها كثيرا· لو نعود قليلا الى المنتخب الوطني وتعيين الناخب حاليلوزيتش على رأس الخضر، كيف تقرأ ذلك؟ اعفيني من هذا السؤال، كل ما أريد أن أقوله لك أن المشكل الحقيقي ليس في تعيين أجانب على رأس المنتخب الوطني، لأن الجزائر أنجبت الكثير من الأطر الذين حققوا للمنتخب الجزائري أحسن النتائج· كما أن الجزائر لديها لاعبين قادرين على رفع التحدي لكن المشكل في كل هذا أن المسؤوليين على الكرة الجزائرية يعتمدون على سياسة حرق ورقة كل ما هو محلي وتهميش المدربين واللاعبين المحليين· صراحة رابح ماجر هل الجزائر لديها لاعبين محليين قادرين على مساعدة الخضر في المرحلة القادمة؟ كفانا من هذه المقولات التي روجها بعض مسيري الكرة الجزائرية، وهم الذين يخلقون كذبة عدم تواجد لاعبين ومدربين في الجزائر من أجل استيراد كفاءات من الخارج من لاعبين وحتى مدربين· البعض يفكر في ضرورة قلب صفحة الجيل الحالي من اللاعبين الذين تأهلنا معهم الى كأس العالم والبحث عن البديل، كيف ترى ذلك؟ بالنسبة لي ليس هناك داع لتغيير الفريق، بقدر ما يجب حسن تسيير المجموعة لأن المشكل الحقيقي عندما نعتمد على المحترفين يكون دائما في الوقت والمباريات الودية التي لا يمكن أن تلعبها خارج تواريخ الفيفا، لكن عندما كنت مدربا للخضر منحت لنفسي فرصة الموازنة بين المحليين والمحترفين حتى يكون لي الوقت الكافي لأحضرهم· أكدت بعض المصادر أنك مستعد لخلافة روراوة على رأس الفاف، لا سيما وأن الأخير ستنتهي عهدته قريبا؟ لم أتخذ قراري، لكن أقولها عبر صفحات جريدتكم إنني مستعد لرئاسة الفاف خدمة للكرة الجزائرية إذا تم الاستعانة بي وذلك كله من أجل تصحيح ما يمكن تصحيحه، لأن الكرة الجزائرية في أزمة حقيقية ويجب مراجعة كل شيء، الى جانب ذلك لدي من الكفاءة ما تسمح لي بتولي هذه المهمة من خلال مسيرتي كمحلل فني في التلفزيونات أو كمدرب، إلى جانب أن لدي أصدقاء في كل بلد· بعض كوادر المنتخب الوطني لكرة القدم على غرار بوفرة، زياني ومغني اختاروا اللعب في قطر، كيف ترى اختيارهم وهل هو صائب لخدمة مستوى الخضر في المستقبل؟ لا يمكن لأحد أن يمنع هؤلاء اللاعبين من اختيار قطر كوجهة لهم، لكن أقول لكم إن البطولات الخليجية كانت مقصد اللاعبين الأوروبيين في نهاية مشوارهم الرياضي، لكن الغريب أن لاعبينا اختاروها وهم في عز شبابهم، وهو ما يطرح العديد من التساؤلات وأعتقد أن اختيارهم جاء على ضوء عدم تلقيهم عروضا جدية من قبل النوادي الأوروبية· ما رأيك في تجربة الجزائر التي دخلت عالم الاحتراف الموسم الماضي؟ بالنظر الى نتائج النوادي الجزائرية في المنافسات الإفريقية على غرار شبيبة القبائل التي أصبحت تخسر مباريات في ملعبها أمام منافسين ضعفاء، أعتقد أن الاحتراف في الجزائر يعتبر واجهة لا أكثر ولا أقل وذلك من أجل تغطية عيوب التسيير التي تنخر الكرة الجزائرية· لو نعود الى قرعة تصفيات كأس العالم ,2014 كيف ترى حظوظ المنتخب في المجموعة الثامنة؟ أعتبرها مجموعة صعبة للغاية بالنظر الى وجود منتخبات متطورة كمالي وبنين التي تضم في صفوفها عناصر محترفة في نواد كبيرة، لكن حسب رأي لو عرفت الجزائر كيف تسير نظام التصفيات، لا سيما خارج الملعب ستتأهل دون مشاكل، غير أن المرحلة الثالثة من التصفيات ستكون هناك حسابات أخرى مع تواجد منتخبات كبيرة ككوت ديفوار والكاميرون· تحدثتم عن الفوز خارج الديار لكن الجزائر لم تفز في الخمس سنوات الماضية سوى مرة واحدة في زامبيا؟ حقيقة منذ زمن ونحن نعاني من مشكل الفوز خارج الديار وذلك لأسباب عديدة، أهمها الحرارة وأرضية الملعب لكن أقول لكم إن مباراة تنزانيا القادمة ستكون بمثابة فرصة للمنتخب الجزائري لتحقيق القفزة البسيكولوجية وتحرر اللاعبين قبيل التصفيات المؤهلة الى كان 2013 و تصفيات كأس العالم .2014 بالحديث عن مباراة تنزانيا، كيف ترى هذه المواجهة؟ مواجهة صعبة وستشبه كثيرا مباراة افريقيا الوسطى، لا سيما وأن الفريق الخصم يلعب كرة سريعة ومع الظروف الموجودة هناك سيصعب علينا الأمر كثيرا· الناخب الوطني قرر برمجة مباراة ودية ضد تونس، هل تعتقد أنها الخيار الأمثل للخضر في قادم الأيام؟ بالنسبة لي كنت أفضل أن نواجه فرقا من إفريقيا السوداء التي تعتمد على اللياقة البدنية المرتفعة وكذلك الظروف المناخية الصعبة ولا أرى داعيا لمواجهة منتخبات من شمال إفريقيا إذا أردنا أن نحضر جيدا لتصفيات كأس العالم .2014 تحدثتم عن التسيير في كرة القدم الجزائرية، لماذا لا يكون لاعبو جيل الثمانينات جمعية خاصة من أجل الدفاع عن رموز الكرة الجزائرية وحتى المنتوج المحلي من لاعبين ومدربين؟
بالنسبة لي لا أرى داعيا لتكوين مثل هذه الجمعيات التي لا تسمن ولا تغني من جوع لا سيما مع تعنت المسيرين على الكرة الجزائرية، وهم أنفسهم الذين كانوا يدعون في وقت من الأوقات لمنح الأولوية للمحليين قبل أن يتراجعوا عن ذلك وكله من أجل خلق البلبلة· هل يمكن أن نعرف المشاريع المستقبلية لرابح ماجر؟ سأغادر الجزائر بعد بضعة أيام ولدي العديد من المشاريع على غرار الاتفاقيات التي أمضيتها مع اليونيسكو أو تعيني كسفير للنوايا الحسنة كما أن لدي مشروع لأكون محللا لأحد القنوات الكبيرة ضف الى هذا كله لدي أيضا بعض العروض لتدريب بعض الأندية التي أرفض الكشف عنها في الوقت الحالي· حدثنا عن شهر رمضان عندما كنت لاعبا محترفا في الخارج؟ لا أخفي عليك أنني عندما كنت ألعب مع بورتو البرتغالي كنت أفطر في ذلك اليوم فلا يخفى عليك أنه مع التدريبات والتحضيرات والمستوى العالي كان لزاما علي أن أفطر لكنني كنت أقضي كل يوم أفطر فيها بعد رمضان· وماذا عن مونديال اسبانيا 1982 هل كنت صائما لا سيما وأن هذا المونديال كان في شهر رمضان؟ في ذلك المونديال اتفقنا نحن اللاعبين فيما بيننا على ضرورة الصيام وأعتقد أن الله عز وجل منحنا القوة لنؤدي مونديالا في المستوى· هل من كلمة أخيرة؟ أتمنى للشعب الجزائري الخير الكثير وكل عام وهم بألف خير·