أعلنت الخطوط الجوية السعودية استعدادها لتعويض المعتمرين الجزائرين القابعين على أراضيها بسبب تأخر الرحلات الجوية السعودية التي كان يفترض أن يعودوا فيها إلى الجزائر· وقدرت الجوية السعودية قيمة التعويض ب700 ريال لكل معتمر جزائري عن كل يوم تأخر إضافة إلى ضمان إقامتهم في فنادق المملكة· جاء هذا بعدما قررت الخطوط الجوية السعودية وقف رحلات عودة المعتمرين الجزائريين إلى أرض الوطن لأسباب لاتزال مجهولة· فيما سارعت الجوية السعودية قبل اتخاذها قرار التعويض إلى تبرير إلغائها رحالات الوجهة الجزائرية بالادعاء بأن المعتمرين الجزائريين لم يحجزوا تذاكر سفرهم على متن الخطوط الجوية السعودية موعد العودة إلى الجزائر، فضلا عن عدم احترام الجزائريين معايير وزن وسعة الأمتعة، وهو الأمر الذي كذبه في حديث ل”البلاد” العديد من المعتمرين الجزائريين سواء من عاد منهم بعد أيام من التأخر، أو من لايزال قابعا في مطارات المملكة· وجاء الموقف الجديد للجوية السعودية بعد رفضها الوفاء بالتزاماتها تجاه المعتمرين الجزائريين إثر إعلان الجوية الجزائرية من جهتها رفضها القاطع التكفل بنقل المعتمرين الجزائريين العالقين في مطارات المملكة· كما أكدت الجوية الجزائرية، في بيان أصدرته أول أمس، أن مسؤولية إعادة المعتمرين الجزائريين تقع كاملة على عاتق الجوية السعودية· كما أوضح البيان أن التأخر الذي تسببت فيها الجوية الجزائرية كان موضوعيا وأنها عوضت المعتمرين الجزائرين عن بعض ساعات التأخر التي شهدتها رحلات العودة بالتكفل بالمعتمرين الجزائريين ونقلهم الى الفنادق· من جهته كان القنصل الجزائري في تصريح ليومية ”الشرق الأوسط” قد حمّل الخطوط الجوية السعودية المسؤولية الكاملة لقرارها المفاجئ القاضي بإلغاء رحلاتها باتجاه الجزائر مما تسبب في بقاء مئات الجزائريين عالقين في مطارات المملكة متذرعة بأن هؤلاء الجزائريين لم يحجزوا مواعيد عودتهم· ومهما يكن من أمر فإن بيان الجوية الجزائرية يكون قد أعاد الجوية السعودية الى رشدها، وربما كانت ثمة مساع أخرى حملت السعوديين على التراجع عن قرارهم حيال المعتمرين الجزائريين ليحمل بذلك التعويض معنى الإقرار الضمني من قبل الجوية السعودية بالخطأ الجسيم المرتكب في حق المعتمرين الجزائريين ابتداء، وأن مقاضاة الشركة سيكبدها الكثير طالما أن هؤلاء الجزائريين يملكون الأدلة على أنهم حجزوا مواعيد عودتهم إلى الجزائر· محمد سلطاني