دخل الحصار العسكري الذي تفرضه قوات خاصة في جبال بوشيطان المتاخمة لغابات فرينة، التابعة لبلدية تاشتة شمال عاصمة الولاية عين الدفلى، يومه العاشر.حيث تم تطويق كامل المنافذ المطلة على ولايتي الشلف وتيبازة، من خلال توافد غير مسبوق لقوات مضلية ووحدات عسكرية من ولايات مجاورة تحت إشراف قادة وضباط من الناحية العسكرية الأولى. في سبيل اجتثاث آخر منابع الإرهاب بولاية عين الدفلى والقضاء على القاعدة الخلفية لأمير مابات يسمى القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي، عبد المالك درودكال المكنى أبو مصعب عبد الودود. وتفيد مصادر أمنية رفيعة المستوى، أن جماعة إرهابية مكونة من 9 إرهابيين تحتمي داخل ''كازمة'' منذ عشرة أيام، شددت خلالها المصالح الأمنية حصارها العسكري على هذه المجموعة التي تنشط تحت أوامر قائدها درودكال، إذ استحال عليها كسر هذا التضييق الأمني المفروض عليها من الناحية التي تربط تاشتة ببني حواء شرق عاصمة ولاية الشلف وغابات تاجحمومت المطلة على ولاية تيبازة التي عادة ما يتخذها الارهابيون قلعة حصينة للاحتماء بين سلاسلها عقب كل عملية إرهابية. علما أن ذات المجموعة الإرهابية كانت تنشط على محور جبال لوح إلى غاية خربة السيوف المطلة على ولاية المدية، إلى ان تمكنت من التسلل إلى السلاسل الجبلية للضاحية الغربية والشمالية، بعد أن فرض عليها نفس الحصار في جنوب الولاية من قبل قوات الجيش، في أعقاب تمكن القوات المشتركة من القضاء على 10 إرهابيين بمنطقة طارق بن زياد واسترجاعها ذخيرة حربية منها 3 أسلحة من نوع كلاشنكوف، غير أن عزيمة القوات الخاصة باتت قوية هذه المرة للقضاء على الإرهابيين المحاصرين، حيث شوهدت أمس طائرات حربية ثقيلة، تجوب سماء غابات فرينة، لاحتواء أي طارئ أمني في المنطقة غير البعيدة عن إقليم بني مليك التابع لولاية تيبازة والمعروف بمنعرجاته الملتوية. كما يعج هذا المحور -حسب تقديرات أمنية- بألغام تقليدية الصنع مدسوسة في مختلف النقاط، ما أدى إلى الاستعانة بكاسحات الألغام، لتفادي أي حادث. كما وقع أول أمس في منطقة النعايمية التي تبعد 5 كيلومترات عن بلدية عين التركي جنوب شرق عاصمة الولاية، ولحسن الحظ لم يسفر انفجار اللغم عن أية إصابة في صفوف القوات النظامية. في السياق ذاته، أكد مصدر أمني، أن القوات المرابضة بجبال بوشيطان بتاشتة، تنتظر التوقيت المناسب لضرب معاقل الجماعة السلفية للدعوة والقتال أو ما صار يطلق عليها بالقاعدة في بلاد المغرب العربي، حيث يتوقع أن تقصف بالثقيل، ''كازمة'' تقع وسط غابات كثيفة يتخذها الإرهابيون المحاصرون موضع قدم لهم منذ التحاقهم بجبال الضاحية الغربية لعين الدفلى. مع العلم أن معظم الإرهابيين الذين ينحدرون من مختلف بلديات الولاية، رفضوا لليوم العاشر تسليم أنفسهم، بالرغم من مكبرات الصوت التي يستعملها قادة عسكريون لارغام المحاصرين على ذلك.