تقول وزيرة الثقافة إن الهدف من تنظيم المهرجان الثقافي الإفريقي هو "إعادة إفريقيا إلى منصة الثقافة العالمية"، غير أن هذا الطرح، وإن كانت له دلالاته السياسية والثقافية، لم يستسغه الكتاب والمثقفون الجزائريون الذين لا يستبعدون أن تكون المناسبة "فرصة ثمينة" لهدر المال العام في حال "التمكين لأدعياء الثقافة وغياب الرقابة".. المهرجان الإفريقي الثاني الذي سينعقد في الجزائر ما بين 5 و20 جويلية تحت شعار "النهضة الإفريقية" يأتي بعد أربعين سنة من ذلك المنظم سنة 1969، وقد تم رصد غلاف مالي قدرته بعض الأوساط ب 55 مليون أورو، فيما تقول الوزيرة تومي إن المهرجان بحاجة إلى 5.5 مليون أورو أخرى، في حين يتوقع مشاركة 45 بلدا إفريقيا وفق ما أعلن عنه لحد الآن. المهرجان في أبجدياته سيقدم التراث الثقافي الإفريقي في المسرح والسينما والآداب ومختلف الفنون، غير أن هذا "البريق" لم يثر كثيرا اهتمام المثقفين الذين تحدثت إليهم "البلاد" حيث تقاطعت آراء هؤلاء في أن المناسبة، على أهميتها المفترضة في خدمة الثقافة الجزائرية والإفريقية و"ضرورة بعث مثل هذه المهرجانات لانتشال الثقافة الجزائرية من حالة السبات التي أصابتها طوال عشرية كاملة. * الفنان حكيم دكار.. لا نملك غير الأمل في هذا السياق يعتقد الفنان الكوميدي حكيم دكار، المشهور ب"جحا" أنه يجب "الاستفادة من هذه المناسبات الثقافية وعلينا الاستفادة من مختلف الأحداث والتطورات الحاصلة في الساحة الثقافية، خاصة وأن المهرجان الإفريقي الأول الذي انعقد في الجزائر عام 1969 كان له صدى كبيرا وفرح الجزائريون بتنظيمه، لكن الآن في 2009 نجد أن الأمور تغيرت كثيرا عما كانت عليه آنذاك، فذلك وقت له معطياته الخاصة، وما تعيشه الثقافة الجزائرية حاليا أمر مختلف عما كانت عليه من قبل. وعليه، توجب علينا الاستثمار في كل المستجدات التي نشهدها، وأقصد بالقول هنا إن كثرة المهرجانات تمثل حالة صحية وجب الحفاظ عليها"، وحين حدّثناه عن "المال" قال دكار إن "قطر أبهرت العالم بأسره في حفل افتتاح دورة الألعاب الآسيوية الخامسة عشرة. أما عندنا فلاشك في أن المال إن وضع في أيدي أمينة لكان له مفعول سحري في إنجاح أي تظاهرة كانت. وبالنسبة للمهرجان الثقافي الإفريقي أعود وأقول إنه إن انعدمت الرقابة فإن المناسبة لن تكون سوى فرصة لهدر المال العام، وهو ما لا نتمناه في التظاهرة القادمة".