طرح مخبر المسألة التربوية بجامعة بسكرة أمس الأربعاء للنقاش موضوع الرهانات الأساسية لتفعيل الإصلاح التربوي في الجزائر في ظل التحديات المفروضة على قطاع التربية من خلال تناول 3 محاور تمثلت في علاقة الأسرة بالمدرسة أشكال التكامل والتنافر - الإعلام وتقنيات الاتصال التعارض بين إرادة التغيير واستيعاب التقنيات المعاصرة وتطويعها بين وأد قيم التربية والتعليم، متطلبات إدارة الجودة في التعليم نحورؤية شاملة لكافة عناصر العملية التعليمية والتربوية - فضلا عن تنظيم ورشات بحثية أكاديمية بإشراف نخبة مناهل الاختصاص. في هذا الملتقى الوطني الذي برمج فيه عرض 48 مداخلة على مدار يومين ، أكدت الأستاذة عباسي سعاد في مداخلة بعنوان''إستراتجية الوسائط المتعددة لتحقيق تعليم ذا معنى - دراسة حول مادة الرياضيات بمرحلة التعليم الثانوي- أن التدريس الحالي لمادة الريا ضيات يقوم في مرحلة التعليم الثانوي على الوضعية الإدماجية، ويتطلب من التلاميذ إنجاز نشاطات ومهمات التعجيل المعرفي، وهذا ما توفره الوسائط المتعددة وعلى رأسها الكمبيوتر والآلة الحاسبة العلمية، وهويجبر كل تلميذ وكل معلم الحصول على آلة حاسبة علمية خاصة وكمبيوتر خاص، غير أن هذا الأمر استحال تحقيقه في الواقع على أساس أن هذه المشكلة هي من بين العديد من المشكلات التي تعيق تعليم وتعلم الرياضيات في مرحلة التعليم الثانوي. وعللت هذه الأخيرة مداخلتها بناء على الدراسة التي أجرتها، والتي كشفت بأن كلا من المعلمين والمتعلمين يعانون مشكلات تعليمية صعبة العلاج في ظل تطبيق البرنامج الاصلاحي الجديد، بإعتبار أنه برنامج لا زال يعاني الفوضى في تطبيقه رغم أنه في سنته الرابعة من التطبيق ، فضلا عن أن تعليم وتعلم الرياضيات يبقى يعانيان تناقضا واضحا بين متطلباته وواقعه، رغم أن مهندسي البرامج التعليمية يؤكدون على الاستقلالية تجاه المحتويات كمبدأ أساسي من مبادئ الوسائط المتعددة، والتي يمكن عن طريقها بلوغ أهداف مشتركة بين العديد من المواد التعليمية. وحسب مداخلة ذات الأستاذة أن هذه الدراسة أكدت أن المعلمين أجبروا على تدارك أمرين متناقضين هما :أهمية الكمبيوتر ومختلف الوسائط المتعددة في تعليم وتعلم الرياضيات، وما يمكن للريلضيات أن تقدمه لهذه الأخيرة وما يمكنها أن تستفيده منه، وذلك رغم الواقع المر الذي يعيشه قطاع التعليم وخصوصا مادة الرياضيات، التأثير السلبي للنظريات التكنولوجية التي طالما تأثرت بالموقف النسقي وبالسبرنتيك، فالمعلمون اليوم أمام مشكلة تتعلق بفقدانهم للسيطرة على السيرورة التربوية، في حين أن التكنولوجيا في التربية نقلت سلطة المعلمين على الفعل التربوي إلى أشخاص آخرين هم تكنولوجيوالتعليم، خبراء نظرية الانساق، خبراء التقويم وهنا يطرح التساؤل : من سيتحكم في سيرورة العملية التعليمية؟