أكد البروفيسور جيجلي، صبيحة أمس خلال الجمعية العامة الاستشفائية التي عقدها الأساتذة الاستشفائيون بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، أن نجاح الإضراب في تحقيق أغلبية المطالب سيتحول إلى فشل ذريع إن لم يهتم الأساتذة بدورهم اليوم بمطالب طلبة كليات الطب. وقد تكررت في الآونة الأخيرة احتجاجات الطلبة بشأن مقاطعة الأساتذة إجراء الامتحانات رغم استمرارهم في تقدير الدروس، وهو ما كاد يتسبّب في سنة بيضاء، حيث شهدت مختلف كليات الطب السبع عبر التراب الوطني مظاهر عدة من الاحتجاج والاعتصام، آخرها ذلك الذي كاد يحدث داخل جامعة بن يوسف بن خدة بالعاصمة مطلع هذا الأسبوع لولا اتضاح بوادر الانفراج يوم الخميس الفارط. فبعد حوالي 4 أشهر من إضراب الأساتذة الاستشفائيين الذين تسببوا في عرقلة الخدمات الصحية عبر مستشفيات الوطن، ومقاطعة الامتحانات بكليات الطب، رضخت الجهات المعنية لمطالب الأساتذة الاستشفائيين من خلال تعهد الوزير الأول أحمد أويحيى نهاية الأسبوع المنصرم، بتلبية مطالب المضربين والتوقيع أخيرا على مرسوم الأجر التكميلي عن الخدمات الصحية بنسبة 55% . وبذلك ستعرف أزمة كليات الطب انفراجا قريبا، خاصة بعد أن صادقت الأغلبية الساحقة من الأساتذة، صبيحة أمس في الجمعية العامة، على قرار تجميد الإضراب لمدة غير محددة مرهونة بمدى جدية وسرعة تلبية المطالب. وخلال هذه المدة سيتسنى للطلبة إجراء امتحانات الفصلين الأول والثاني المعلقة منذ شهر مارس. وأوضح البروفيسور رضا جيجيك ل''البلاد''، عقب انتهاء أشغال الجمعية العامة، أنه سيتم تحديد رزنامة الامتحانات المتأخرة خلال اليومين القادمين ولن تحدد إلا بالتنسيق مع ممثلي الطلبة، حيث ستدعم نقابة الأساتذة الاستشفائيين حق الطلبة في المساهمة والاشتراك في تحديد موعد الانتخابات. كما ستأخذ اللجنة البيداغوجية مطالب الطلبة بعين الاعتبار خلال اجتماعها الذي سيعقد في القريب العاجل مع الإدارة التي يرجع لها قرار تحديد رزنامة الامتحانات. وفي سياق متصل مع طلبة كليات الطب، أوضحت ممثلة طلبة الصيدلة، مليكة.ب، ل''البلاد'' أنهم اقترحوا على رئيس نقابة الأساتذة المحاضرين في العلوم الطبية، البروفيسور جيجلي، تحديد موعد الامتحانات المتأخرة للفصل الثاني في 13جوان، وامتحانات الفصل الثالث في 11 جويلية، وبالنسبة لامتحانات مَّجوٌَُّّس وامتحانات الدور الاستدراكية، في حين يقترح الطلبة أن تجرى كلاهما خلال شهر سبتمبر المقبل. وقد أبدى الطلبة تخوفهم من أن يواصل الأساتذة الاستشفائيون إضرابهم قبل انقضاء الموسم الجامعي، وهو ما لم يستبعده البروفيسور جيجلي، في حال تأخر التوقيع على المرسوم المتضمن منحة الأجر التكميلي عن الخدمات الصحية. وقد أكد ممثلو الطلبة أن إجراء الامتحانات المتأخرة لا يعني استبعاد السنة البيضاء، طالما أنه بإمكان الأساتذة الاستشفائيين عدم تسليم أوراق الامتحانات للإدارة حتى بعد إجرائها في حالة أن قرروا استئناف الإضراب. وهكذا سيبقى مستقبل طلبة كليات الطب مرهونا بالتوقيع على هذا المرسوم.