لا يزال المهرجان الدولي للفيلم العربي الذي تحتضنه مدينة وهرانالجزائرية سنويا، يراوح مكانه بعد مضي خمس سنوات على تأسيسه كتظاهرة سينمائية وحيدة من نوعها في الوطن العربي تهتم بأفلام المنطقة· وتشهد التظاهرة غيابا لافتا في الرؤية والتصور والتأسيس وحتى الهوية، فحتى توقيت التنظيم لا يزال غير ثابت. حيث نظمت دورة العام الماضي شهر ديسمبر، ووقتها قال المنظمون إن الدورة الخامسة ستكون في جويلية مثلما جرت العادة في الدورات الأولى، غير أن ذلك لم يحصل، وأجل المهرجان إلى وقت غير مسمى حتى خرجت مديرة الثقافة لولاية وهران ربيعة موساوي، نهاية شهر أكتوبر الماضي، بصورة مفاجئة وأعلنت ب”صفة المسؤول الذي يعرف كل شيء”، أن الدورة الخامسة ستنظم في الأسبوع الثاني من شهر ديسمبر دون إعطاء توقيت مضبوط، قبل أن تتحدث ”التسريبات” عن تاريخ السادس عشر من الشهر ذاته، وعن تعيين الشاعرة الناطقة باللغة الفرنسية ربيعة موساوي محافظة جديدة عوض مدير الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي مصطفى أوريف الذي رمى المنشفة فيما يبدو، وقال لمقربيه ”أنا مش تع سينما”· وإن كان الرجل قد عرف قدر نفسه، وهو مشكور، رغم سيئاته وحسناته في الدورات الماضية، لا يزال منصب محافظ ”المهرجان الدولي للفيلم العربي” بيد الإداريين، في وقت تسند المهرجانات التي تعنى بالسينما ومجالات فنية أخرى في بلدان جارة، حتى لا نقول ”متقدمة”، إلى أهل الاختصاص الذين قال أوريف، المحسوب على التيار ”المفرنس”، إنه ليس منهم· ورغم هذا عادت محافظة المهرجان إلى إدارية، وإن كانت شاعرة تصدر كتبا عن الأمير عبد القادر من حين لآخر·
وفي السياق ذاته، يعتقد البعض أن المهرجان ضاع برحيل محافظه الأول والمدير السابق للتلفزيون الجزائري حمراوي حبيب شوقي الذي لايزال يشغل منصب سفير الجزائر برومانيا، غير أن البعض الآخر يؤكد أن من يذهب إلى هذا الطرح، هم أولئك الذين اغترفوا كثيرا من المال والمزايا والأعطيات والهبات في ”الزمن الجميل”· وبين هذا وذلك، يقف ”التيار الوسطي” ليقول إن المهرجان الذي أساء إلى صورة الجزائر ب”كوارثه التنظيمية”، لم يجد أحد يتبناه بالمعنى الحرفي للكلمة، كما أن كوارثه امتدت إلى الجوائز التي أعلن عنها في دوراته السابقة، حيث لم يتم تسديد القيمة المادية للفائزين منذ سنوات·
من ناحية أخرى، كشفت مديرة الثقافة لولاية وهران ربيعة موساوي في وقت سابق، أن الدورة الخامسة للمهرجان ستنظم في شهر ديسمبر المقبل بوهران، موضحة أنه تمت مباشرة عدة تدابير مع وزارة الثقافة من أجل استقبال هذا الحدث السينمائي· ومن المرتقب أن ينظم هذا المهرجان السنوي بوهران في المنتصف الثاني من ديسمبر على أن يتم لاحقا الإعلان عن اليوم الذي ستنطلق فيه فعاليات هذه التظاهرة· ومن المتوقع، حسب موساوي، أن تشهد هذه الدورة برنامجا سينمائيا ثريا يعكس تطلعات الشعوب العربية وآفاقها الاجتماعية خصوصا برنامج ومضامين تعالج واقعها وقضاياها الراهنة·