كشفت مصادر مطلعة من محافظة المهرجان الدولي للفيلم العربي، أن الدورة الثانية التي ستقام بوهران من 26 جوان القادم إلى غاية 03 جويلية، ستكون موعدا جديدا لهذه التجربة، إلا أنها ستكون طبعة المفاجآت، من جهة الحضور الفني للشخصيات السينمائية والثقافية، وكذا النشاطات التي ستقام على هامش أيام المهرجان. التحدي الذي يواجه منظمو المهرجان يتمثل في كيفية الارتقاء بهذا الموعد إلى درجة محترمة، مثله في ذلك مثل الكثير من المهرجانات السينمائية في الوطن العربي، ومن هنا جاء تقديم موعد المهرجان الدولي للفيلم العربي في طبعته الثانية إلى شهر جوان بدل شهر أوت، موعد تنظيم الطبعة الأولى العام الماضي، تنفيذا للتوصيات التي خرجت بها الدورة الأولى، والتي كانت قد أوصت بتقديم موعد الطبعة الثانية إلى شهر جوان، كون هذا التوقيت يناسب موعد تواجد الطلبة الجامعيين في المدينة، مما يمكن الجامعيين من الاستفادة من فعاليات المهرجان ومساهمة المشاركة الأكاديمية في فعالياته. كما أن التوصيات أكدت على ضرورة إشراك أكبر قدر ممكن من الأكاديميين والمثقفين في فعاليات المهرجان لضمان إثراء سينمائي وعلمي وثقافي له، إضافة إلى مساهمة الحركات الجمعوية والجمعيات الثقافية.وحسب ما كشفت عنه مصادر من محافظة المهرجان، فإن التحضيرات جارية على قدم وساق، من أجل توفير كل الإمكانيات الضرورية لنجاح الطبعة الثانية، وقد أخذت بعين الاعتبار كل السلبيات التي حصلت في الطبعة الأولى، والعمل جاري على تجاوزها. ومن أهم المفاجآت التي تعد بها محافظة المهرجان ما تم اقتراحه في الدورة الأولى من مجموعة من المخرجين بإطلاق مبادرة بعيدا عن العراق- بعيدا عن لبنان، وهي عملية تشجع المخرجين العرب على إنتاج وإخراج خمس دقائق حول تفاعل الشارع العربي مع آلام الشعبين العربيين في العراق و لبنان.وينتظر أن تكون المفاجأة الثانية متمثلة في تأسيس جائزة الأهڤار الذهبي لأحسن قلم مقدارها 20 ألف دولار تمنح لأحسن مقال نقدي حول السينما في الصحافة العربية. كما أكدت التوصيات على إعادة النظر في خطة النقل والإيواء تسهيلا لمهمة المشاركين والإعلاميين أثناء فعاليات المهرجان بتوفير أكبر الإمكانيات الضرورية لعمل الإعلاميين.وتعد محافظة المهرجان بنوعية مميزة في تنظيم ندوات على هامش المهرجان، تخصص للحوار والنقاش والوقوف على أمهات الانشغالات في عالم السينما، ينشطها مختصون وشخصيات سينمائية مرموقة، وأضافت المصادر أن الحضور السينمائي لنجوم الشاشة العربية سيكون متميزا في الطبعة الثانية سواء من ناحية العدد والنوعية، مما يجعل المناسبة محفلا ثقافيا وسينمائيا متميزا. وحسب المراقبين، فإن الدورة الثانية للمهرجان الدولي للفيلم العربي ستكون مصيرية ونقطة انعطاف هامة في المشهد الثقافي الجزائري، كونها تأتي في ظروف متميزة، أولها رهان ما بعد تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، وقرار الحكومة ضخ المزيد من الأموال لدعم الإنتاج السينمائي الجزائري، ومن شأن مثل هذا الموعد أن يكون مخبرا وفرصة لتطوير هذا الإنتاج، خاصة إذا تم التفطن إلى إقامة مشاريع الإنتاج المشترك، إضافة إلى حتمية تجاوز نقائص الطبعة الأولى، والانتقال إلى الاحترافية والاعتماد على الكفاءة والنوعية، وأكثر من ذلك الترويج الإعلامي الجيد، الذي أثبتت التجارب أنه النقطة المفصلية في إنجاح أو فشل الأعمال الكبرى مهما كانت نوايا وأهداف أصحابها.