قال دبلوماسيون معتمدون في مقر حلف شمال الأطلسي ”الناتو” في بروكسل إن بعض أعضاء الحلف يشعر بالقلق من أن المحكمة الجنائية الدولية قد تفتح تحقيقا في شأن ما وصفه مدعي المحكمة لويس مورينو أوكامبو بأنه مزاعم عن جرائم ارتكبها الحلف في ليبيا وسيتم التحقيق فيها ”بحيادية وفي شكل مستقل”· ونقلت وكالة ”أسوشييتد برس” للأنباء عن دبلوماسيين أن إجراءات لاستباق حصول تحقيق في جرائم الحرب ستتضمن على الأرجح مراجعة قانونية داخلية فورية لكل عمليات القصف التي قام ”الناتو” أو العمليات التي أوقعت ضحايا مدنيين، بالإضافة إلى إتلاف كل الوثائق والمراسلات وأرشيف الاتصالات العسكرية المتعلقة بالحرب الليبية، حيث وتحدث الدبلوماسيون شرط عدم كشف هوياتهم لحساسية الموضوع· وتمسك حلف الناتو على الدوام بأن عملياته في ليبيا تم القيام بها في شكل صارم ضمن ما يسمح به قرار مجلس الأمن الذي رخّص للدول الأعضاء ”اتخاذ كل الإجراءات الضرورية لحماية المدنيين والمناطق المأهولة بالسكان المهددة بهجمات”· وأشاد قادة الحلف تكرارا بدقة الأهداف التي تم استهدافها في عمليات القصف، مشيرين إلى أن العدد القليل من الضحايا المدنيين الذين سقطوا في عمليات القصف يؤكد نجاح المهمة التي قام بها الناتو في ليبيا· لكن مدعي المحكمة الجنائية مورينو أوكامبو أبلغ مجلس الأمن في الثاني نوفمبر الجاري أن ”هناك مزاعم بجرائم ارتكبتها قوات الناتو، وهذه المزاعم سيتم فحصها بحيادية واستقلالية”· ولم يوضح مدعي المحكمة مزيدا من التفاصيل عن هذه المزاعم ومن هي الجهة التي أثارتها· وقال مكتبه إنه يركز حاليا على الجرائم التي ارتكبتها قوات نظام معمر القذافي وإنه ينتظر تقريراً من لجنة تحقيق تابعة للأمم المتحدة في ليبيا من المنتظر أن يصدر في مارس المقبل، قبل أن يقرر ما إذا كان يريد أن يواصل عمله بفتح تحقيق رسمي في ”جرائم الناتو”· وقال حلف الناتو إنه واثق من أن أعماله تتوافق مع القوانين الدولية وإنه ليس قلقا من إمكان فتح تحقيق ضده بجرائم حرب· وأوضح مسؤول في الحلف ”في حال تلقينا طلبا للحصول على معلومات، فإن الناتو مستعد للمساعدة بأي طريقة يمكنه ذلك”·
و في الأثناء، كشف رئيس المجلس التنفيذي الليبي السابق محمود جبريل أن 60 بالمائة من احتياطي ليبيا من النفط قد نفد، مضيفا أنه لابد من إيجاد موارد بديلة عن النفط لاستمرار وازدهار الاقتصاد الليبي· وأكد جبريل في تصريحات نقلتها صحيفة ”ليبيا اليوم” في عددها الصادر أمس، أن إنتاج ليبيا من النفط وصل إلى 500 ألف برميل يوميا حاليا· وعند سؤاله عن مدى تلقى ليبيا لمساعدات مالية من الخارج، قال جبريل إن أصدقاء ليبيا لم يقدموا أي شيء لنا من خزائنهم الخاصة، وأن ما تم الإفراج عنه من أموالنا نحن الليبيين المجمدة،· وأضاف نظريا تم الإفراج عن 19 مليار دولار، أما المتاح منها فهو أقل من ذلك الرقم بكثير·
من ناحية أخرى، أعلن الرئيس النيجري محمد يوسف في بريتوريا، أن النيجر قررت منح الساعدي، أحد أبناء العقيد الليبي معمر القذافي، حق اللجوء السياسي لأسباب إنسانية· وفي تصريحات أدلى بها في ختام زيارة إلى جنوب إفريقيا، أضاف الرئيس النيجري أن سيف الإسلام، النجل الآخر للعقيد، ليس موجودا في النيجر· وقال محمد يوسف في تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية ”وافقنا على منح الساعدي القذافي اللجوء لأسباب إنسانية”·