أكد أن الثورة التونسية غير قابلة للاستنساخ في الجزائر أكد زعيم حركة النهضة التونسية، راشد الغنوشي، أن زيارته للجزائر جاءت بدعوة رسمية من رئيس الجمهورية شخصيا، وقال ”أزور الجزائر بدعوة كريمة من صديقي العزيز فخامة الرئيس بوتفليقة الذي تعرفت عليه أيام الشدة وأيام هجرتي الأولى في هذا البلد”· وأشار إلى أن هذه العلاقة تواصلت منذ تلك المحطة إلى غاية رجوعه إلى تونس بعد نجاح الثورة وتبوؤ حزبه مقاليد السلطة إثر الفوز الكاسح الذي حققه في انتخابات المجلس التأسيسي· وأضاف الغنوشي الذي يقوم بزيارة ”شبه رسمية” تدوم ثلاثة أيام، أن اختياره الجزائر لتكون محطة زيارته الأولى جاء بناء على عدة اعتبارات ربطها بأيام فراره من بطش الأجهزة الأمنية لنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ولجوئه إلى الجزائر، قائلا ”البلد الذي عرفنا في محنتنا نحن نعرفه أيضا اليوم بعد أن من الله علينا بالنصر”· وأوضح زعيم النهضة التونسية، في كلام مقتضب مع الصحفيين قبيل اجتماعه ومرافقيه برئيس حمس أبو جرة سلطاني وقيادات الحركة، أن زيارته التي تأتي في ظرف حساس ومهم تمر به تونس، تحمل جملة من الأهداف الخاصة بتعميق العلاقة بين البلدين التي وصفها ب”الإستراتيجية”، وكذا الاستفادة من التجربة السياسية والديمقراطية التي سبق للجزائر وأن خاضتها على حد تعبيره قائلا في هذا السياق ”نريد أن نستفيد من تجربتكم فلكم سبق في العمل السياسي الديمقراطي”، معترفا في المقابل بضعف خبرة النهضة وحداثة تجربتها مع العمل الرسمي والمسؤوليات الحكومية، ”نحتاج جهدكم وتجربتكم ونصحكم ··فنحن ندخل طريقا ليس لنا فيه تجارب كثيرة بل سبقتنا تجارب كثيرة غير مغرية تسمت باسم الإسلام”، في إشارة إلى تجارب انتخابية سابقة لأحزاب إسلامية في عدد من الدول العربية على غرار الجزائر والسودان· من جهة أخرى، وبلهجة تطمينية نفى الغنوشي الذي حظي باستقبال رسمي من الرجل الثاني في الدولة رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح لدى نزوله أول أمس بمطار هواري بومدين، وجود نية لدى حركته أو الحكومة التي ستشكلها في تصدير الثورة التونسية إلى الجزائر أو أي دولة أخرى، وقال ”تونس بلد صغير وثورته ليست للتصدير”، مضيفا ”إذا كنا سنصدر الثورة فيقينا ليس للجزائر لأنها بلد تملك ما يكفي من تراث الثورة فكل شيء في الجزائر يعبر عنها”· واستطرد المتحدث بالقول ”إذا كنا نسعى لتصدير شيء فإننا سنصدر نموذجا يدرأ عن الإسلام صفة الإرهاب والتعصب والتطرف ومعاداة الديمقراطية والحداثة والفنون الجميلة”،وقال ”إذا نجحنا في تجربتنا الفتية فإننا سنسعى لتصدير نموذج حلمت به الأمة منذ القرن 19 يزاوج فيه بين توليفة الإسلام والحداثة والديمقراطية والعلم والتقدم والعقل”· وبخصوص تشكيلة الحكومة وطبيعة التحالف بينه وبين حزبي المؤتمر والتكتل ثاني أكبر قوتين داخل المجلس التأسيسي بعد النهضة، أكد الغنوشي الاتفاق بشكل نهائي على تسمية أمينه العام حمادي الجبالي لمنصب رئيس الوزراء وحليفه في المعارضة والمجلس التأسيس المنصف المرزوقي رئيسا للجمهورية، في حين سيتولى مصطفى بن جعفر رئاسة المجلس التأسيسي الذي سيعقد أولى جلساته بعد غدا· وكان الغنوشي قد حظي أمس، باستقبال رئيس المجلس الشعبي الوطني عبد العزيز زياري، والأمين العام لجبهة التحرير الوطني الذي أقام مأدبة عشاء على شرفه، كما ذكرت الجهات المرافقة له أن الوفد التونسي من المقرر أن يلتقي رئيس الجمهورية ظهر اليوم وكذا الوزير الأول وعددا من كبار المسؤولين في الدولة·