أكد الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني عبد العزيز بلخادم، أمس، أن طموح الإسلاميين للوصول إلى الحكم في الجزائر مشروع ومن الطبيعي أن يتوجهوا إلى المستقبل، غير أن الوضعية السياسية في الجزائر تحتم أن تأخذ تجربة ونتائج ما عاشته الجزائر خلال التسعينيات بعين الاعتبار، كما اتهم الأمين العام للأفلان حمس شريكه في التحالف الرئاسي بالمزايدة والتحامل على الأفلان من أجل استمالة أصوات من أسماهم بالمعارضين لاستمرار الأغلبية القديمة، ومن أجل التموقع داخل الخارطة السياسية التي ستفرزها الانتخابات القادمة. وأضاف ضيف القناة الإذاعية الأولى أن حمس دون ذكرها بالاسم ترى أن ما يحدث حولنا من صعود للإسلاميين هو تمهيد لما ستعرفه الجزائر في إشارة إلى فوز الإسلاميين في دول الربيع العربي، معتبرا أن تنبؤها هذا سابق لأوانه لأن الانتخابات القادمة حسبه ستكون نزيهة وسوف يحتكم فيها إلى الشعب بالبدائل والبرامج وليس بالسب والتحامل على الغير. وفي حديثه عن مستقبل التحالف الرئاسي، أكد بلخادم أنه ينبغي أن يستمر التحالف لأن أسباب قيامه لا تزال موجودة وهي إعطاء قاعدة أوسع في البرلمان من أجل مواصلة تنفيذ برنامج رئيس الجمهورية.
وبشأن التفريخ الحزبي الذي تشهده الساحة السياسية، قال زعيم الأفلان إنه بقدر ما نستبشر بهذا الثراء والتنوع الحزبي بقدر ما نحترز من هذه الفسيفساء تحت قبة البرلمان لأن التوجه في الدستور القادم سيكون لتشكيل الحكومة من الأغلبية إذا نجحت في تحقيق تحالف، وهذا التحالف يسهل إذا كان بين تجمعات سياسية كبرى لكن إذا تمزق الأفق السياسي بين عشرات الأحزاب الصغيرة فسيصعب تشكيل حكومة ويصعب الحفاظ على الاستقرار، وطالب بالعمل على وضع عتبة 10 بالمائة للدخول إلى البرلمان تأسيا بما هو معمول به في تركيا وحول حظوظ الأفلان في التشريعيات المقبلة، أكد بلخادم أنه يرتقب أن تحصد الجبهة أغلبية المقاعد في الاستحقاقات القادمة بفضل كوادرها وبرنامجها، موضحا أن حزبه لا يعيش وضعا صعبا، وما يظهر كذلك للأخرين هو نتيجة التضخيم الإعلامي وأردف بالقول نحن في الأفلان متعودون على الاختلاف المقترن بالمواعيد الانتخابية التي يكثر فيها عدد الغاضبين من الذين لم تضمهم القوائم الانتخابية ويرون أنفسهم أهلا للمسؤولية ولم يقع عليهم الاختيار”، كما رد بلخادم على الأحزاب التي اتهمت الأفلان بتفريغ الإصلاحات من محتواها بقوله “لا أعلم أن هناك مقترحات من قبل هذه الأحزاب قد رفضت باستثناء مقترح استقالة الوزراء المترشحين قبل الانتخابات التي أسقطت لأنه لا توجد في أي دولة عبر العالم.