شيعت في ساعة متأخرة من مساء أول أمس، جنازة الشاب فارس شبشوب إلى مثواه الأخيرة بمقبرة بوحديد الواقعة بالجهة الغربية من مدينة عنابة، في موكب جنائزي مهيب، حيث توفي الفقيد بسجن بون كمينو بمدينة كاغلياري الإيطالية في الثالث من شهر ديسمبر الجاري في ظروف يكتنفها الغموض، ما جعل عائلته تطالب بفتح تحقيق معمق لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة، على اعتبار أن السلطات الأمنية الإيطالية كانت قد أكدت أن الضحية أقدم على الانتحار داخل زنزانته بأحد السجون الايطالية· قال الشاب ميلود، شقيق الفقيد، على هامش مراسيم الدفن أن العائلة كانت قد تلقت أخبارا عن إقدام فارس على وضع حد لحياته· في حين أوضح وزير الداخلية الإيطالي جوليانو أماتو في تصريح لوسائل الإعلام الإيطالية خلال الزيارة التي قادته إلى الزنزانة التي توفي بها فالحرافف الجزائري بمدينة كاغلياري إلى الجنوب من روما، أن الكاميرا التي كانت منصوبة على مستوى السجن لم تصور سوى مقطعا من الحادثة، وذلك بتسجيل فارس وهو معلق في سقف الزنزانة· وأشار المتحدث إلى أنه وعند استلامه جثة شقيقه ليلة أول أمس لم يعثر على أية وثيقة تثبت أن فارس أقدم على الانتحار، وذلك بوضع حد لحياته شنقا في الزنزانة، مضيفا أن الوثيقة الوحيدة التي كانت قد أرفقت بالنعش تتمثل في شهادة الوفاة، من أجل تمكين العائلة من دفن الجثة بمسقط رأس الفقيد، وهو ما دفع بهم إلى المطالبة بنسخة من تقرير الطبيب الشرعي، ومحتوى تقرير الخبرة الطبية بعد إخضاع الضحية لعملية تشريح الجثة، رغم أن عائلة الفقيد كانت قد عينت محاميا إيطاليا وكلفته بمتابعة القضية على مستوى مدينة كاغلياري، لكنه لم يتمكن من الحصول على نسخة من تقرير الخبرة الطبية، ولا نتائج تقرير الطبيب الشرعي· وكان فارس البالغ من العمر 24 سنة قد غادر مدينة عنابة رفقة فوج من فالحرافةف على متن قارب صيد تقليدي الصنع، وقد سقطت هذه المجموعة من المهاجرين غير الشرعيين في قبضة وحدات خفر السواحل الإيطالية على مشارف جزيرة سردينيا، ليتم تحويلهم إلى مركز الحجز، قبل إيداع بعضهم الحبس على مستوى مدينة كاغلياري، حيث توفي فارس في إحدى زنزانات سجن بون كمينو، الأمر الذي دفع عائلته إلى المطالبة بفتح تحقيق استعجالي لتحديد الأسباب الحقيقية للوفاة· وتأتي الحادثة بعد أيام قليلة عن إشراف سفارة الجزائربروما، بالتنسيق مع السلطات الإيطالية، على مراسيم ترحيل جثة الحراف المتوفي بعرض مياه البحر الأبيض المتوسط، حيث تمت عملية نقل الجثة في رحلة جوية على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الإيطالية انطلاقا من مطار مدينة ميلانو، باتجاه مطار هواري بومدين الدولي، وهي الرحلة التي عرفت ترحيل عشرة شبان آخرين كانوا ضمن فوج فالحرافةف الذي عاش لحظات هيتشكوكية في عرض المياه الإقليمية على متن قارب صيد تقليدي الصنع· الضحية الذي تناولت فالبلادف قضيته، شاب قاصر، لا يتجاوز من العمر 17 سنة، ينحدر من ضواحي ولاية سوق أهراس، كان قد قرر خوض مغامرة الهجرة غير الشرعية على متن قوارب الموت باتجاه جزيرة سردينيا الإيطالية، فانطلق في رحلة بحرية ضمن فوج يتشكل من 29 عنصرا على متن قارب صيد من شاطئ البطاح ببلدية الشط بولاية الطارف، في منتصف شهر نوفمبر المنصرم·