حمّل رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، الإدارة والمنتخبين المحليين مسؤولية الفشل في تنفيذ برامج التشغيل عبر الولايات، ووصفهم ب”العاجزين” في رسالة وجهها إلى ممثلي المجتمع المدني في الجلسات الوطنية للتشاور الوطني حول ”تحديد أهداف التنمية المحلية وتكييفها مع تطلعات السكان” التي نظمها المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي بقصر الأمم نهاية الأسبوع· وانتقد بوتفليقة في رسالته التي قرأها نيابة عنه المستشار لدى رئاسة الجمهورية محمد علي بوغازي أمام 1300 شخص من ممثلي المجتمع المدني، الأداء الميداني للإدارة المحلية وفشلها في تحقيق تطلعات وطموحات المواطنين في الولايات، وهو ما كشفت عنه المشاورات التي قادها المجلس برئاسة رئيس ”كناس” محمد الصغير بابس· وأضاف رئيس الجمهورية أنه سيتم تكليف اللجنة الوطنية للإصلاحات بصياغة وثيقة نهائية تتضمن مختلف التوصيات المرفوعة من طرف ”كناس” لإدراجها في برنامج الحكومة المقبل· كما أكد رئيس الجمهورية أنه سيتم وضع آليات متابعة ومراقبة صارمة لتقييم مدى تطبيق الجهاز التنفيذي لنتائج الجلسات· وتضمنت رسالة الرئيس بوتفليقة العديد من العراقيل التي يواجهها المواطنون في ولاياتهم وبلدياتهم وقراهم، وهي العراقيل التي تعطل عجلة التنمية في الجزائر وخصوصا في مجال التشغيل والاستماع إلى مشاغل المواطنين، وهو ما قاله الرئيس بأن ”الإدارة المحلية عاجزة” و”تتحمل مسؤولية فشل مختلف الآليات التي وضعتها الدولة لترقية التشغيل والتنمية”· في سياق آخر، لفت رئيس الجمهورية إلى نقطة هامة سببت تعطل عجلة التنمية وهي غياب التنسيق بين القاعدة والمواطنين وبين المنتخبين المحليين· واعتبر بوتفليقة أن إقرار قانون البلدية الجديد من شأنه تكريس لامركزية التسيير بهدف التكفل بوظائف اقتصادية جديدة، في إطار مالي و”محاسباتي” أفضل، تثمينا للممتلكات المحلية التي ظلت في حالة شغور· وأوضح في هذا الصدد أن تقرير المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي حول المهمة التي أسندت إليه سيكون فرصة لجميع القطاعات لإعداد خارطة طريق مدعومة برزنامة تتيح التكفل بالمطالب المشروعة للفاعلين المحليين وبصفة خاصة التي عبر عنها المواطنون”· من جهته تحسر رئيس المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي، محمد الصغير باباس، على تدني الأوضاع في مختلف القطاعات في الجزائر العميقة، وقال في تصريح ل”البلاد” أول أمس، إنه سجله في التقرير الذي سيرفع إلى رئيس الجمهورية، مضيفا أنه خلال الجولة التي قادته إلى الولايات وقف على العديد من النقاط السوداء التي يعاني منها المواطن خصوصا في قطاعات الصحة والتربية والتشغيل والسكن· وفي سياق آخر أكد باباس في كلمة ألقاها أمام الحضور، أن الجلسات التي نظمها الكناس في مختلف ولايات الوطن لها أهمية بالغة والتي تناولت مختلف طموحات وانشغالات المواطنين، مشددا على أن التوصيات ستأخذ بعين الاعتبار مختلف الاقتراحات التي يطلبها المواطن في مختلف بلديات الوطن· وكشف باباس أن توصيات الجلسات الوطنية ركزت على أهداف التنمية المحلية التي سيصادق عليها رئيس الجمهورية ستكون إلزامية، مشيرا الى ضرورة الدخول في لامركزية القرار في تنظيم الإدارة وتشغيلها، من خلال تحقيق استقلالية تسيير الميزانية، مقابل إعادة النظر في توصيات لجنة إصلاح هياكل الدولة ومهامها، ورفع الضغوط الثقيلة التي لاتزال تعيق التنمية داخل الوطن· واختتمت أمس ولليوم الثاني بالإعلان عن مشروع تمهيدي يتضمن المحاور الرئيسية للتوصيات التي سيتم رفعها مباشرة إلى مكتب رئيس الجمهورية·