ينتهي اليوم المترشحون لامتحان شهادة التعليم المتوسط التي انطلقت، أول أمس، عبر 2062مركزا متوزعا عبر كافة ولايات الوطن، حيث اجرى 558226مترشحا امتحاناتهم في ظروف ملائمة ووسط إجراءات تنظيمية محكمة. ومن بين المترشحين 4343مترشحا حرا، إلى جانب 1450مترشحا بالمدارس الخاصة و 3375مترشحا بمراكز إعادة التربية. وعكفت إطارات من قطاع التربية، على ضمان السير الأمثل للامتحان عبر 33 مركزا ، موزعين عبر عدة مؤسسات عقابية ، في إطار الاتفاقية المبرمة بين وزارة التربية ووزارة العدل والديوان الوطني للمسابقات والامتحانات، في إطار سياسة إصلاح العدالة التي مكنت من تسجيل 49602 محبوسا في مختلف أطوار التعليم. وتبين من خلال الجولة التي قادت ''البلاد'' إلى مركز إدارة السجون بالحراش أمس، أن أجواء الامتحان طبعت برغبة جادة من طرف المساجين الممتحنين لنيل شهادة التعليم المتوسط وترقية مستواهم الدراسي كسبيل لإعادة إدماجهم في النسيج الاجتماعي مستقبلا. وأجرى مترشحو مراكز إعادة التربية امتحاناتهم في ظل إجراءات أمنية مشددة حيث تم تعيين ثلاثة حراس في كل قاعة، إلى جانب حارسين احتياطيين. ''لا أريد أن أمضي حياتي مهمشا'' وفي حديث جمع ''البلاد'' بعدد من المساجين المقبلين على إجراء شهادة التعليم المتوسط، لوحظ أن الفئة العمرية لهؤلاء متفاوتة، إذ لم يقف السن، عائقا في وجه محمد، 25 سنة، الذي ردد قائلا ''سأتحصل على الشهادة ولو كلفني قرن من الزمن، سأقابل العالم الخاجي بمستوى افضل''. أما عامر، المحكوم ب20 سنة سجنا، فقد فضل أن يقضي جل وقته في الدراسة والتحصيل العلمي لمسايرة تطورات العصر، إذ قال ''لا اريد أن امضي حياتي مهمشا، سأواجه القدر المحتوم''. أما عزيز، الذي خصص لنا ثلاث دقائق من عمر الامتحان للحديث عن التحضيرات لامتحان مصيري وطموحاته المستقبلية، فقد تركناه يأمل في تخفيف شدة العقوبة بعد حصوله على الشهادة. للاشارة، فإن كل الممتحنين يطمحون للنجاح أملا في الحصول على الحرية النصفية تمكنهم من الحياة العادية والعودة تدريجيا للمجتمع. 5 سجينات من مجموع 100ممتحن! وأول ما لفت انتباهنا خلال تفقدنا للأوضاع داخل قاعات إجراء الامتحان، هو تدني عدد السجينات الممتحنات مقارنة بالذكور، حيث كشف رئيس المركز بمؤسسة إعادة التربية بالحراش ، خبابه عبد القادر، أنه تم إحصاء 100مترشح بالمركز، من بينهم 95 ذكورا و5 إناث، مشيرا إلى أن 6 ممتحنين تغيبوا عن إجراء الامتحان بسبب إطلاق سراح 4 منهم، وتحويل احدهم إلى مؤسسة عقابية اخرى، والأخير متواجد بسجن البروافية حاليا. وفي محاولة منا لمعرفة السبب الكامن وراء الفارق الكبير بين جنسي الممتحنين في السجن، كشف العايب مسعود، نائب مدير المؤسسة العقابية، أن السجينات يتوجهن إلى عدة مجالات تكوينية اخرى، وذلك بسبب تدني مستواهن الدراسي في غالب الأحيان، منبها إلى أن عدد المساجين يفوق بكثير عدد السجينات، مما يضاعف حصة الذكور في التسجيل للامتحان. مساجين حولوا إلى مؤسسات عقابية أخرى واكتشفنا خلال تنقلنا إلى سجن الحراش، لوضع الممتحنين في شهادة التعليم المتوسط تحت المجهر وتسليط الضوء على اهم المحطات التي مروا بها خلال عملية التحضير للامتحان، أن العديد من المساجين المسجلين لإجراء الامتحان المصيري للطور الإكمالي، الذي انطلق صباح امس، وسيدوم إلى غاية الثالث من الشهر الجاري، قد تم تحويلهم إلى مؤسسات عقابية اخرى. وبهدف الإجابة على التساؤل المطروح حول سبب التحويل، اتجهنا إلى نائب مدير المركز، مسعود العايب، الذي ارجع عمليات التحويل إلى إجراءات تنظيمية بحتة، لا علاقة لها باتساع عدد القاعات، مؤكدا في هذا السياق، أن القاعات المخصصة لإجراء الامتحان تتسع لأزيد من 100ممتحن.