صرح السفير الفرنسي في الجزائر، كزافييه دريان كورت، أن تكليف الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي السفير السابق في الجزائر كولين هوبير دوفيرديار بتنسيق الأنشطة والاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر يعود إلى ”كون سنة 2012 حساسة بالنسبة لكلا البلدين” في إشارة ضمنية إلى إقبال فرنسا على استحقاقات رئاسية وتشريعية هامة وكذا الجزائر التي ستعرف انتخابات محلية وتشريعية والعمل على إجرائها بعيدا عن أي جدل يمكن أن يؤثر في العلاقات بين البلدين واستغلالها في الحملات الانتخابية· وقال كزافييه دريان كورت، في محاولة للهروب من الإجابة عن السؤال على هامش ندوة صحفية عقدها أمس بالمركز الثقافي الفرنسي بمناسبة الإعلان عن تحويل المركز الثقافي الفرنسية إلى معهد أطلق عليه ”المعهد الفرنسي الجزائري”، إن ”قضية الاحتفال بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر يخص الجزائر والجزائريين، إنه عيدكم”· وأضاف بلهجة تهكمية ”لا يمكن مشاركتهم الاحتفال بالذكرى إذا لم توجه لنا الدعوة”، تم قال ”صحيح هو جزء من تاريخينا لكنه يبقى عيدا يخص الجزائريين”· وتحدث السفير الفرنسي عن أن هناك مبادرات وتظاهرات خاصة في فرنسا للاحتفال بالذكرى، رافضا الخوص في خلفية تعيين الرئيس الفرنسي ساركوزي للسفير السابق دوفرديار لتنسيق النشاطات الاحتفالية بذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، عدا التأكيد أن سنة 2012 بالنسبة لفرنسا تعتبر حساسة· وتتلخص مهمة تنسيق النشاطات بين فرنساوالجزائر للاحتفال بالذكرى حسب ما تناقلته وكالة الأنباء الفرنسية في حصر ومتابعة كل المبادرات والنشاطات الرسمية المختلفة التي تنظمها المؤسسات الحكومية والتي تدخل في إطار الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر· وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الرئيس الفرنسي سيوفد السفير الأسبق هوبير فيرديار إلى الجزائر للقاء المسؤولين الجزائريين لمناقشة الأطر التي ستتيح إنجاح الاحتفالات بالذكرى الخمسين لاستقلال الجزائر، في الجزائروفرنسا، دون إثارة مزيد من الحساسية بين الطرفين، أو إخراجها من سياقها التاريخي إلى الجدل السياسي والإعلامي، وهو ما كان قد شدد عليه وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبي، أول أمس، حيث أعلن عن أمله في ”أن تقام الاحتفالات بهذه الذكرى في جويلية المقبل في روح من الاعتدال”· وكشف عن ”موافقة الرئيس بوتفليقة على اتفاق بين البلدين يتضمن إقامة الاحتفالات في جو من الاعتدال”· وأعلن السفير الفرنسي في سياق مختلف عن تحويل المركز الثقافي الفرنسي وكل فروعها الموجودة في خمس ولايات إلى ”المعهد الفرنسي الجزائري” حيث خصص له غلاف مالي قدره 14 مليون أورو· ويهدف المعهد الجديد إلى خلق حسب تصريحات كزافييه نوع من الدبلوماسية المؤثرة، وتحتل الجزائر المراتب الأولى بخصوص التعاون الثقافي مع باريس، وعرف المركز الفرنسي الثقافي في الجزائر تسجيل 11 ألف طالب من أجل الانخراط في مختلف النشاطات منها تعلم اللغة الفرنسية· وأفاد السفير الفرنسي بأن حوالي خمسة آلاف طالب جزائري استفادوا من التأشيرة طويلة المدى للدراسة في فرنسا العام الماضي وأن 20 ألف طالب جزائري يزاولون دراستهم هناك وكشف أن 270 ألف باحث جزائري سافروا إلى فرنسا·