على هامش الملتقى الوطني لأدب الطفل بالمدية الذي انطلقت فعالياته عشية الثلاثاء الفارطة لمدة ثلاثة ايام، ذكر بعض الأساتذة المشاركين في مداخلاتهم أن الإحصاءات التي قامت بها مراكز دراسات عالمية كشفت أن أغلبية العرب لا يقرأون، وقد احتلوا المراتب الدنيا في هذا الجانب عالميا، كما اعتبر الاستاذ والكاتب ''فيصل إسماعيل حقي'' من دولة سوريا الشقيقة وصاحب دار للنشر بالجزائر لثلاث سنوات خلت في محاضرة ألقاها صبيحة امس، أن متوسط مدة المقروئية في الوطن العربي لا يتجاوز الأربعة دقائق في السنة. فيما بلغت مدة الشهرين بالدول الأوروبية، كما اكد أن دراسات قامت بها مراكز مختصة كشفت أن قراءة الكتب بالجزائر لا تتعدى صفحة لكل فرد في السنة، بينما تصل إلى 21صفحة لكل شخص في الوطن العربي، وتقفز إلى 12 كتابا في الولاياتالمتحدة، وثمانية كتب في بريطانيا، وربع صفحة لكل فرد في العالم. الشيء المنعكس على مستوى التأليف والنشر والتوزيع للكتاب، سواء أكان للكبار، أم للصغار. وعن المقارنة بين سوريا والجزائر أضاف ضيف الجزائر ''أن سوريا قد بدأ يظهر عليها تحسن نسبي على مستوى الأسر والأفراد، وللمقارنة فقد تم في السنة الفارطة طبع 000,400 نسخة من كتاب لأحد المؤلفين السوريين، فبيعت كلها في ظرف سنة، ويضيف قائلا بينما ''أنا طبعت في الجزائر 1500نسخة لكتاب، فلم أبع منها سوى 25 كتابا خلال ثلاث سنوات متتالية''. من جانبه يرى الأستاذ ناهيلية مسعود من الجزائر والمدرس بجامعة المدية، أن جل مؤسسات النشر العمومية، والانفتاح المفرط لاقتصاد السوق يعتبران من بين الأسباب الرئيسية وراء لجوء المؤلفين والناشرين الصغار إلى طرق صعبة في بيع منتوجاتهم المعرفية، وقت المناسبات الثقافية والأروقة، أو بواسطة نقل البضاعة داخل السيارة كتاجر السلع العادية، كباقي تجار باقي السلع الأخرى، كما يلجأون إلى أروقة الجامعات، والمؤسسات التربوية الأخرى، بمبرر تقريب منتوجاتهم من الطلبة ومحاولة بيعها كأضعف الايمانّ.