انتابت حالة مع الهلع والفزع ليلة أول أمس سكانئوسط مدينة أرزيو إثر حريق مهول شب ببناية قديمة معروفة باسم ''البومبيا'' تقع على بعد بضعة أمتار من مقر بلدية أرزيو، وقد تضرر من هذا الحريق المفاجئ الذي تسببت فيه شرارة كهربائية في حدود الثامنة مساء 50ساكنا من هذه البناية. الحادث جعل العائلات تقضي ليلة بيضاء رفقة أطفالهم في العراء. وحسب ما أفاد به السكان، فإن التوصيات الكهربائية العشوائية جعلت النيران تلتهم البناية المصنوعة من الخشب وهو ما سهل تفحم جزء كبير منها، ولم تجد العائلات لنجدة أنفسها سوى الهروب إلى الخارج، ومحاولة إخماد ألسنة النيران ريثما يحل رجال الإطفاء، إزاء هذا الوضع انتقد السكان غياب السلطات المحلية لتفقد مأساتهم التي ما فتئت أن حولت مرتعهم إلى رماد حيث لم يكلف المسؤولين المنشغلين بموسم الاصطياف والمساحات التي لا يطاق تضييع فرصتها مشقة رؤية 50عائلة تحترق في مخلفات الإهمال والتسيب الذي انجر عن سياسة صرف النظر عن ترحيل المغبونين ذلك أن سكا ن بناية البومبيا لطال ما اشتكوا عيشهم بمبنى شبيه بقندهار لا تتوافر فيه شروط العيش الكريم، ليتبين في الأخير أن السلطات لا تعير اهتماما بالسكان المشار إليهم حيث أن الملفات الخاصة بطلب السكن الاجتماعي أخبروا في نهاية المطاف أنه قد تم ضياعها ولم تعد موجودة بإدراج مكتب رئيس الدائرة. وأفادت مصادرنا أن الخمسين عائلة طولبت من قبل الدائرة بتجديد الملفات بعد الحركة التي طالت رؤساء الدوائر، إذ فوجئوا بالأمر بعد أن كانوا ينتظرون قرار إعادة الإسكان وإخلاء البناية شهر مارس الفارط علما أن تقرير الخبرة التقنية أوضح أن البناية المأهولة من قبل المتضررين من الحريق غير قابلة لإيواء السكان كما أشارت العائلات أنها منذ حوالي 15سنة شغلت المكان بعد أن خنقتهم أزمة السكان وأخطروا العام الماضي بأن إخلائهم بات ضروريا وحسم هذا القرار بغرض تحويل بناية ''البومبيا'' إلى دار للبلدية غير أن هذا عرف انتقادات من أعيان البلدية الشيوخ، كون أن المرفق عبارة عن معلم تاريخي يستلزم إعادة تهيئته وعدم استغلاله في أمور مهنية . جدير بالذكر أن وضعية أزمة السكن تطال هذه العائلات فحسب بل والآلاف، حيث أصبح سكان العاصمة البترولية بالغرب الجزائري يصارعون مآسي العيش بالأقبية والأكواخ والقصدير، كما ثبت عجز السلطات عن إنقاذ حالهم وبرمجة انجازات سكنية ترفع من غبنهم.