سجلت السلطات الولائية بالشلف اكثر من سبع وقفات احتجاجية عرفتها معظم بلديات الجهة الشمالية لذات الولاية طيلة الأيام الأخيرة، احتجاجا على خمول المنتخبين وتقصيرهم في أداء واجبهم الانساني اتجاه العشرات من المنكوبين المتضررين من المياه الطوفانية التي تسربت إلى بيوتهم وحولت لياليهم إلى جحيم لا يطاق، حيث أطلقت الأسر المنكوبة عشرات البلاغات طلبا للنجدة وفك الحصار عنها، إضافة إلى الطلبات الهائلة التي تزايدت على غاز البوتان الذي يبقى يثير اهتمام أسر المناطق الريفية في أكثر من منطقة، بسبب البرد القارس الذي يطبع أكثر من 15 بلدية بالجهة الشمالية لعاصمة الولاية· ونقل شهود عيان أن مختلف البلديات الشمالية تعيش تحت رحمة الأمطار الغزيرة، التي وصفت بالطوفانية بفعل التقلبات الجوية التي تشهدها بلادنا، حيث كان لها تأثير سلبي على مستوى البنيات التحتية، بعد أن تحولت الطرق داخل المدار الحضري وخارجه إلى مقاطع خطيرة، بسبب الحفر وتآكل الجنبات، ناهيك عن الأوحال والمستنقعات في محيط الأحياء الهامشية· من جهة أخرى، تحاصر مياه الأمطار عدة مداشر ونخص بالذكر بلديات سيدي عكاشة، بني حواء، بنايرية، الزبوجة في الجهة الشرقية لساحل الولاية، ثم تلعصة، أبوالحسن، المرسى، تاجنة، وتاوقريت والظهرة أقصى الجهة الشمالية لذات الولاية، حيث بدت المناطق المذكورة الأكثر تضررا من الأحوال الجوية السيئة في عزلة عن العالم الخارجي بعدما غمرت المياه الطوفانية المزروعات الفلاحية وأصبحت عبارة عن بحيرات مائية مثلما هو الحال لبلديات تلعصة، مصدق والمرسى· وقد سجلت ”البلاد” تذمر السكان المتضررين بهذه المداشر الذين حملوا المسؤولية الكاملة في هذه الفيضانات للسلطات المحلية التي لم تقم بدورها الكامل في إنقاذ مايمكن إنقاذه، وانهمكت في أمور أخرى كانشغال بعض الأميار والمنتخبين في حملات انتخابية مسبقة لتجديد العهد مع المسؤولية، حسب تصريحات الغاضبين من المنتخبين غير الآبهين بصيحاتهم، وأخذ العبر من الفيضانات الماضية
وتسببت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت ليلة السبت إلى الأحد دون انقطاع في عزل عدد من المؤسسات التعليمية بدائرة بني حواء على الجهة الشرقية لساحل الولاية· وفي الاتجاه ذاته تعطلت الدراسة ببلدتي واد قوسين وبريرة· وفي مدينة تنس غمرت المياه العديد من المناطق الهامشية والأحياء الحضرية كالرياشة والجمارك والشعارير والمناطق القريبة من الطريق الوطني المؤدي إلى مدينة شرشال، إذ امتلأت الأزقة والشوارع بمياه الأمطار التي منعت السكان من مغادرة منازلهم وحولت الأزقة إلى برك مائية خاصة عند مدخل المدينة من الجهة الشمالية·
وعلى امتداد ثلاثة أيام تقريبا عاش رجال الحماية المدنية والسلطات المحلية محنة حقيقية طيلة أيام الفيضانات حرصا على حياة المواطنين وممتلكاتهم في بلدية سيدي عبد الرحمان، نتيجة المياه الطوفانية التي تهاطلت على المدينة الساحلية مصحوبة برياح قوية وموجة برد غير مسبوقة، ناهيك عن ندرة حادة لقارورات غاز البوتان التي تبقى تشكل اهتماما بالغا لدى الأسر القاطنة في قرى سيدي عبد الرحمان، على غرار الدراملة والتي تشهد عزلة كبيرة عن العالم الخارجي نتيجة انقطاع التيار الكهربائي وعودة أهاليها إلى ”الكانون” لتعويض غاز البوتان من اجل مواجهة البرد القارس الذي يطبع الشريط الساحلي لولاية الشلف·
وفي الجهة الجنوبية تشهد بلديات حرشون، الكريمية وبني بوعتاب ونواحيها، منذ مساء أول أمس الجمعة موجة برد جديدة وبلغت الحرارة درجة الصفر، وتأثر سكان المداشر بصقيع البرد والرياح الباردة دون تساقطات مطرية غزيرة، ما أدى بالبعض إلى استعمال وسائل تقليدية للتدفئة· فيما شهدت هضاب بني جرتن القريبة من جبال الونشريس في الحدود المشتركة مع ولايتي عين الدفلى وتيسمسيلت، ليلة الجمعة الماضي، تساقطات ثلجية، مصحوبة بانخفاض كبير في درجات الحرارة·
ويخشى سكان الجهة استمرار الوضع على ماهو عليه مخافة من اجترار سيناريو فقدان بعض الحوامل لأجنتهن، إذ تشير المعطيات إلى أن امرأة فقدت جنينها الأسبوع الماضي بعد مخاض دام أزيد من أربع ساعات، في دوار بني جرتن بسبب تساقط الثلوج، التي حاصرت المنطقة وجعلتها في عزلة تامة، إذ يتعذر في مثل هذه الظروف القاسية على الرجال نقل زوجاتهم الحوامل إلى المستشفى·