تسببت التساقطات المطرية التي عرفتها مدينة الشلف ومناطقها المجاورة خلال ال 48 الساعة الأخيرة، في إغراق مجموعة من المحاور الطرقية الرئيسية وعدة أحياء وأزقة شعبية والكثير من الهياكل القاعدية التي غمرتها مياه السيول· وأدت الأمطار، التي تهاطلت طيلة يومي عيد الأضحى دون انقطاع ، إلى قطع عدد من الطرق واختناق عدد كبير من مجاري المياه، إضافة إلى عطب سيارات غامرت بدخول بحيرات تجمعت بسرعة في المناطق والطرقات المنبسطة· ففي ساحة التضامن، تكونت بحيرة كبيرة أصبح من الصعب تجاوزها من طرف المارة والسيارات، ونفس الشيء بالنسبة لمناطق وساحات أخرى، مثل الطريق الرابط بين اتصالات الجزائر وحي مداحي والمحور المحيط بمقر بلدية الشلف، وكذلك الشأن بالنسبة لعدد من الشوارع مثل شارع الجمهورية الذي تحول إلى منطقة شبه منكوبة بفعل تجمع كميات هائلة من السيول على طوله· ويبدو أن السلطات المحلية لم تستوعب بعد كوارث الأعوام الماضية، خصوصا سنة 2007 عندما شهدت المدينة في مثل هذا الشهر أسوء فيضانات في العشرية الجارية وأدت إلى وقوع خسائر كبيرة في الأرواح والممتلكات، حيث لم تقم هذه الجهات المسؤولة باتخاذ أي تدابير وقائية استعدادا لموسم الأمطار، مما ينذر بتكرار تجربة ”السنة المذكورة” في حالة هطول كميات كبيرة من التساقطات· وبالجهة الجنوبية للمدينة، أدت التساقطات المطرية الهائلة إلى اغراق أحياء الحسنية، لالا عودة، الإخوة عباد وغيرها التي تضررت كثيرا من حجم المياه التي تسربت إلى بيوت السكان، رغم حداثة مشاريع التحسين الحضري التي مست بعض الأحياء· كما غمرت المياه، بفعل السيول الجارفة، المحور الرابط بين حيي ”الديانسي” ولالا عودة بسبب فيضان واد ”تسيغاوت” الذي هدد العشرات من العائلات القاطنة على ضفافه مثلما هو الحال لسكان ”الصفيح” بحي المصالحة، وغطت التساقطات المطرية طرقات بجانب مقر الولاية على غرار مسجد ”السعودية ”، والطريق الدائري بالقرب من مجلس القضاء، بالإضافة إلى الأحياء السكنية الواقعة بالضفة الشمالية كما هو الشأن للحرية، والشقة· وأوضح المصدر ذاته، أن عناصر الحماية المدنية، هرعت منذ صبيحة اليوم الأول من عيد الأضحى إلى ”النفق المروري” فور إشعارها، ببرك المياه التي تكونت جراء التساقطات المطرية المهمة واستحالة هذا الهيكل القاعدي المشيد سنة 2006 من قبل رئيس الجمهورية بأكثر من 50 مليار سنتيم، تحمل تلك التساقطات التي عرت بعض عيوبه لوقوعه على خط ”واد الشلف”، ناهيك عن مياهه الباطنية التي تحكي تاريخ مدينة ”الأصنام” سابقا قبل وقوع زلزال ,1980 وشلت المياه التي تجمعت على هوامش النفق حركية السير وعجزت المركبات عن عبور النفق بعد انحصار المياه بداخله وخارجه، الأمر الذي يجعل ”النفق” على الدوام حلقة في شوكة السلطات التي ”هرولت” إلى برمجته فوق أرض ”رخوة” غير مضادة للكوارث والزلازل· وقد ازدادت مخاوف السلطات، بعد التساقطات الغزيرة، من ارتفاع منسوب مياه واد تسيغاوت الذي يمر على قرابة 6 أحياء في مناطق عديدة بعاصمة الولاية وباتت تخشى كارثة جديدة بالمنطقة· وشهدت بلديات تنس، سيدي عكاشة وتلعصة والمرسى وسيد عبد الرحمان وبني حواء وواد قوسين على الشريط الساحلي وبوقادير ووادي سلي وأولاد بن عبد القادر ووادي الفضة على الطريق الوطني رقم 04 ، شللا شبه تام لحركة المواطنين، واضطرابات في حركة السير خاصة في الطرق الرئيسية المؤدية إليها· كما تم تسجيل العديد من تدخلات فرق الحماية المدنية التي تولت عملية شفط مياه الأمطار من الطرقات والشوارع داخل المناطق والأحياء السكنية· وقد كانت الأضرار أشد وطأة بمدينة تنس الساحلية التي غمرت مياه الأمطار فيها كل المنافذ المؤدية إليها، وخلف انحصار الأمطار في القناطر الثلاث الرئيسية حوادث سير لم تسفر عن خسائر بشرية· ويخشى المواطنون الأسوأ خاصة بعد تيقن المصالح المختصة من عجز قنوات الصرف الصحي عن استيعاب حمولة الأمطار الغزيرة التي تهاطلت دون توقف· وعانى سكان العمارات بأحياء المعصرة، الرياشة، الجمارك، العذراء، الشعارير من تسرب مياه الأمطار إلى الشقق عبر السطوح والشقوق وتصدعات الجدران· كما خرج أصحاب البيوت الهشة في حمأة الليل بحثا عن طوق نجاة· ولا يبدو السيناريو مخالفا لباقي الأحياء الشعبية بتلعصة التي عاشت النكبة ذاتها؛ فأحياء عديدة بذات البلدية الفقيرة مثلما هو الحال لمنطقة ”أغبال”، ظلت ليلة الأحد ويوم أمس معزولة عن باقي أحياء المدينة بعد أن حاصرتها المياه وانقطع عنها التيار الكهربائي.