في مهزلة ”ثورية” أخرى من أشاوس ربيع بنغازي، قام رعاع القوم من ”متثورين” وتحت صيحات ”الله أكبر”، بتحطيم تمثال زعيم القومية العربية جمال عبد الناصر، والمبرر أن ”طاغية” آخر تمت تعريته في ربيع التماثيل المسيرة عن بعد· والغريب في ثورة بنغازي الجديدة أنها تزامنت مع إعلان متطرفين إسرائليين عن نيتهم اقتحام المسجد الأقصى، لتأتيهم تأشيرة ثوار بنغازي ويوقعون رسالة لإسرائيل بأنها حرة في هدم الأقصى· كما أن ”ثيران” الربيع أحرار في طعن التاريخ ولو كان تمثالا لزعيم راحل احترمه أعداؤه حيا وميتا·· في سابقة أخرى حيث مسميات ”الثورة” تجبّ ما قبلها من علاقات ومن دماء مشتركة، قام ”ثوار” سوريا بحرق العلم الجزائري، وشرارة النار مضرمها حمق ”ثوري”، اعتبر دفاع الجزائر دولة وشعبا عن تاريخ ومستقبل سوريا تآمرا، بعدما سجلت تلك الجزائر وقفتها ضد أي تدخل أجنبي يمكن أن يجعل من دمشق مستنسخا آخر عن ليبيا أنهاها الناتو ووضعها في مدار ”خسف” وقصف لن يندمل غدا·· الربيع العربي الذي استبيحت تحت مسمياته دماء الناس، بالإضافة إلى تاريخ وتماثيل الراحلين من العظماء، ليصل الأمر إلى رايات الشعوب الشقيقة، فقط لأن مواقفها لم تتقاطع مع سياسة الأرض المحروقة التي انتهجها ”المُثورون”· ذلك ”الربيع” كشف نفسه وعنوانه، فبالإضافة إلى أن راكبيه لم يخرجوا يوما من زمرة المنفيين الذين تقاعدوا من على ظهر الخزانة الأمريكية، فإن الثابت فيهم أن أبعد ما يكونون عن الثورة· فمن يطعن تمثال عبدالناصر ومن يحرق علم شهداء الجزائر فلن يكون بالضرورة إلا شخصا لثورة وثائر و”ثور بائر”· يكتبها: أسامة وحيد