رأى عميد كلية العلوم الإنسانية والحضارة الإسلامية بجامعة وهران الدكتور دحو فغرور في ندوة نظمت مساء أول أمس حول فيلم ”مصطفى بن بولعيد” للمخرج أحمد راشدي، أن إرث ثورة أول نوفمبر يعد ثمينا إلى درجة أنه من واجب الشباب الاعتزاز به· ودعا المتحدث خلال هذا اللقاء الذي نشطه بوهران المخرج أحمد راشدي وكاتب السيناريو الصادق بخوش وبطل الفيلم حسن كشاش؛ إلى احترام الموروث التاريخي وترقيته من خلال أعمال سينمائية، موضحا أن ”هذا الفيلم حول أحد أبطال الثورة التحريرية والذي يتميز بصرامة ووفاء مثاليين؛ سيسمح للأجيال الحالية بتقدير ماضي الأمة واستقلالها الذي نالته بدفع ثمن باهظ من خلال التضحيات الجسام”· وقال إن الأمر ”يتعلق بفيلم يعكس واقعا تاريخيا رغم أنه لا نستطيع تلخيص حياة امتدت طيلة سنوات في ظرف ساعتين”· ومن جهته؛ أعلن المخرج أحمد راشدي الذي أجاب على العديد من أسئلة الطلبة خلال النقاش عن وجود مشاريع أخرى حول أبطال الثورة التحريرية المجيدة منهم العربي بن مهيدي والعقيد لطفي وكريم بلقاسم من تمويل وزارة الثقافة التي أعلنت في وقت سابق عن إطلاق مشروع لإنجاز أعمال سينمائية تاريخية في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للاستقلال· من ناحية أخرى، يجسد فيلم راشدي شخصية ثورية لقب ب”أسد الأوراس” و”أبو الثورة”، كما أثبت جدارته في الميدان كقائد عسكري في مواجهة الاستعمار الفرنسي، فهو، مثلما يظهر في الفيلم، قائد سياسي يحسن التخطيط والتنظيم والتعبئة، كما يملك رؤية واضحة لأهدافه ولأبعاد قضيته وعدالتها، وكان يتحلى بإنسانية إلى جانب تمرسه في القيادة العسكرية والسياسية· وكان مدركا لشمولية الصراع ولأبعاد المعركة التي فرضها العدو الاستعماري عليهم، فلم يتوقف عند حدود الشخصية العسكرية التي عرف بها أو يكتفي بمميزة الرجل السياسي التي اتصف بها، بل كان متعدد الأبعاد متكامل الجوانب في شخصيته، ولم يستسلم للظروف القاسية والصعبة التي حاول العدو فرضها عليهم وحصارهم بها بل كان دائما واسع الأفق يحسن الخروج من أصعبها وإيجاد الحلول لأصعب المشاكل· وشارك في هذا العمل نخبة من الممثلين من بينهم حسن كشاش، في دور بن بولعيد، وسليمان بن عيسى ورشيد فارس وحكيم جاما وسامس وغانم مراد أوجيت وخالد بن عيسى وشوقي بوزيد·