وضعت وزيرة الثقافة خليدة تومي ذكرى “عيد النصر” المصادفة للتاسع عشر مارس من كل سنة، في طريق عودة إلى حياة الشعب الجزائري الذي عانى من القهر والتدمير على المستوى الثقافي والاجتماعي والهوية ومحاولات طمس الخصوصيات والأصالة والتراث طيلة 132 سنة من الاحتلال الفرنسي. وقالت تومي التي حاضرت مساء أول أمس ب«قاعة الأطلس” في العاصمة عن “دور الثقافة في الحفاظ على الهوية الوطنية” في إطار برنامج “وقفات تاريخية” الذي ينظمه الديوان الوطني للثقافة والإعلام، إن الثقافة تشكل رصيدا من الطاقات الإبداعية يسمح للجزائريين بعد تدوينه وتوثيقه بأن يعيشوا على طريقتهم في ظل العولمة ومختلف التحديات التي تشهدها المنطقة والعالم ككل. ورأت وزيرة الثقافة بلهجة الواثق أن المجلس الشعبي الوطني الجديد الذي ستفرزه الانتخابات التشريعية القادمة سيقوم بصياغة الدستور الجزائري الجديد ويفصل أيضا فيما يخص مكانة الثقافة في الجزائر. وكشفت المحاضرة أن وصايتها أعدت برنامجا ثريا للاحتفال بالذكرى الخمسين لاسترجاع الاستقلال، يتضمن بوجه خاص 150 مشروعا سينمائيا وخمسين مسرحية و900 كتاب توجد قيد الدراسة، مضيفة أن اللجنة المكلفة بالسينما ستنشر نتائجها خلال الأسبوع الأول من شهر أفريل المقبل، حيث كانت وزارة الثقافة قد وجهت في شهر جوان 2011 دعوة للمخرجين السينمائيين لإيداع مشاريعهم في إطار الاحتفالات بهذه الذكرى. وللمشاركة في هذه الاحتفالات التي ستدوم سنة كاملة انطلاقا من الخامس جويلية المقبل، تقول تومي، بإمكان المؤلفين والمخرجين السينمائيين إيداع مشاريعهم إلى غاية نهاية أفريل المقبل. من ناحية أخرى، أوضحت وزيرة الثقافة أن اللجنة المكلفة بقراءة المشاريع السينمائية والتي يترأسها المخرج السينمائي موسى حداد، تتكون من مخرجين سينمائيين ومؤرخين وإعلاميين متخصصين، حيث يطالب هؤلاء بإثبات الحقائق التاريخية لهذه الأعمال مع الحرص على احترام المعايير الفنية، حسب تعبيرها.