اعتبر مدير الحماية القانونية وتثمين التراث بوزارة الثقافة، مراد بتروني في حديث ل«البلاد»، أن هناك العديد من المعالم الأثرية في الجزائر تصلح لأن تكون مصنفات عالمية، غير أن منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونسكو» لا يمكن أن تقبل بأكثر من مصنف واحد بالنسبة لكل دولة. وأوضح محدثنا أن هناك قائمة تمهيدية بأسماء تلك المعالم الأثرية على رأسها «حظيرة الأهڤار» والمعالم الجنائزية وبعض المعالم في تلمسان، فيما قال إن زيارة مديرة «اليونسكو» إيرينا بوكوفا للجزائر تعد فرصة لطرح الكثير من القضايا المتعلقة بالتراث بموجب الاتفاقيات المبرمة بينها وبين وزارة الثقافة، وبموجب انضمام الجزائر إلى لجنة التراث الثقافي. وأكد مراد بتروني أن المخطط الذي أطلقته وزارة الثقافة لحماية «حي القصبة» بالعاصمة، والمصنف من طرف «اليونسكو» كتراث عالمي، دخل مرحلته العملية من خلال الترميمات، مضيفا أن الوصاية لن تتجاوز ما خوله لها القانون من ترميم يتعلق فقط بكل ما هو مسجل كمعلم تاريخي، علما أن ثمانين بالمائة من سكانها، يقول محدثنا، هم خواص «نبحث عن فضاءات للتشاور مع سكان القصبة والجمعيات ليكونوا أطرافا فاعلة في عملية الترميم». وقال مدير الحماية القانونية وتثمين التراث إن تجربة ترميم القطاعات المحفوظة تعد الأولى في تاريخ الجزائر التي لم تكن سابقا تعترف بالمدن القديمة كقيم تاريخية، ليتم تصنيفها أيضا بموجب قانون 98-04. وعن الانهيارات التي تعرفها «القصبة»، أوضح محدثنا أن الأمر يتعلق بنسيج لم يتبق منه إلا شق معلق بالجبل، حيث أقدمت سلطات الاحتلال الفرنسي على تهديم باقي المكان، مضيفا أن الاستعمار دمر ونهب كل ما هو تراث قيم ولم يترك في الجزائر إلا الدمار والهشاشة. وهنا استحضر بتروني مدفع «بابا مرزوق» التاريخي الشهير، وقال إنه يجب أولا أن نفرق بين تصنيفه إن كان ممتلكا ثقافيا، أم وسيلة حربية استولت عليها سلطات الاحتلال، مضيفا «حتى إن استرجعنا هذا المدفع.. فإننا لن نطوي صفحة رغبتنا في استرجاع جميع ممتلكاتنا التي استولت عليها فرنسا لأن المسألة مسألة مبدأ»، على حد تعبيره.