رأى الباحث محمد بن بريكة في ندوة «الدولة الجزائرية من الأمير عبد القادر إلى يومنا هذا» التي أقيمت مساء أول أمس بدار الثقافة «هواري بومدين» في ولاية سطيف بمناسبة «يوم العلم»، أن الجزائر تعد نموذجا للطرق الصوفية في المغرب العربي باعتبارها منشأ العديد من هذه الزوايا. وأوضح الدكتور، وهو أستاذ محاضر بجامعة الجزائر ومختص في التصوف والفلسفة الإسلامية، أن الزاوية هي أول مدرسة وأول مؤسسة عرفتها الجزائر، ودعت إلى وحدة البلاد وتماسك الشعوب وكان خريجوها أول من نشر العلم والثقافة في المجتمع الجزائري». وتناول المحاضر تاريخ وظروف نشأة الزوايا في الجزائر، مشيرا إلى الدور الكبير الذي أدته هذه المؤسسة خلال الكفاح المسلح من أجل التحرير الوطني والحفاظ على الهوية الوطنية ومقوماتها ومقاومة المحتل وتحرير البلاد وبنائها بعد الاستقلال». وقال المتحدث إن المقاومات الشعبية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي قادها أهل وشيوخ الزوايا وأعلام الصوفية على غرار الأمير عبد القادر وبوعمامة والحداد وفاطمة لالة نسومر، مضيفا أن الزوايا عملت دائما من أجل الحفاظ على الوحدة الوطنية ونبذت الانشقاقات بمختلف أنواعها واتجاهاتها». من ناحية أخرى، قال الدكتور بن بريكة إن مشايخ الزوايا كانوا «حماة للرسالة المحمدية وثابروا قصد بعث تعاليم الدين الإسلامي في أوساط المجتمع ومن أجل الحفاظ على مبادئه»، داعيا إلى الافتخار بهذه الزوايا وتفعيل دورها. وحضر أشغال هذا اللقاء حوالي 200 «شيخ» يمثلون عديد الزوايا المنتشرة عبر الجزائر منها زاوية «أوقديم» بأدرار وزاوية «الهامل» بالمسيلة، بالإضافة إلى إطارات قطاع الشؤون الدينية والأوقاف.