العرب وهم قوم مولعون بالعودة لكرمة جدي.. وكان أبي والحنين للأبوة يمكن أن نقول عنهم إنهم ابتدعوا نظرية جديدة في الحكم اسمها نظرية العهدة الثالثة! وهو ما أثلج صدور وقلوب غيرهم من بعض العجم فحاولوا تطبيقها بحذافيرها على اعتبار أن كل أخضر حشيشة! ولكن معظمهم فشلوا فشلا ذريعا في مسعاهم، وتحول الفرح إلى قرح، باستثناء تجربة عمنا تشافيز الثوري في فنزويلا الذي فتح العهدات بواسطة استفتاء شعبي ونجح بالكاد ليضمن العهدة الثالثة بعد العام .2012 ما حدث في الهندوراس غير البعيدة عن بلاد تشافيز يلخص النظرية كاملة، فالرئيس غير المرغوب فيه شعبيا أراد تغيير الدستور للبقاء في السلطة، وهو ما عارضه الجيش الذي يريد التمسك بروح الدستور، وانتهى الصراع بعد أن احتد إلى إبعاد الرئيس عن الحكم والبلاد، حتى قبل أن يتمم عهدته! وما حدث في النيجر على الحدود معنا ليس بعيدا عما حدث في الهندوراس، فالرئيس مامادو الذي حكم عهدتين وأراد الثالثة عرض على البرلمان فكرة فتح العهدات، فرفض هذا الأخير مثلما رفض المجلس الدستوري في سيناريو يعرفه الجزائريون أكثر من غيرهم. مما جعله يحل البرلمان ولا يعترف بالمجلس ويدخل البلاد في حالة طوارئ! لضمان كرسيه، ويتعهد حتى هو بمكافحة الإرهاب الذي يقوده رأسه المدبر دروكدال، وهو الذي يعاني كما تقول أخباره نقصا في المال والرجال! وعندما تنجح جميع الأنظمة العربية من فئة ''الجمهورية'' في تطبيق نظرية العهدة الثالثة وليست النظرية الثالثة كما طالب بها القذافي وأرسى ملكية من البحر إلى البحر، ويفشل غيرها، تتحول التجرية إلى موضوع سياسي خصب جدير بالاهتمام من قبل الخاصة والعامة لاسيما مع انتشار أفكار العولمة التي تدعو لدمقرطة الأنظمة، وليس التي خصخصتها بعد أن تحول أصحاب النظام إلى مستفيدين جدد من الريع، وغيرهم كالأغنام التي تبحث عن عشب وماء كما يبحث الجوعان والضمآن!