حذر مفكرون ومعلقون سياسيون في إسرائيل من أن بلادهم تفتقد للقادة السياسيين الأكفاء القادرين على خلافة القيادة السياسية الحالية للدولة، والتي من المتوقع أن تجبر على الرحيل جراء مسئوليتها عن الإخفاق في الحرب الأخيرة ضد حزب الله. صالح النعامي/اسلام أون لاين.نت وقال "عكيفا إلدار" المعلق السياسي لصحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية: إن "كل المرشحين المتوقعين لخلافة رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت ووزير الدفاع عمير بيرتس دلت التجربة على أنهم ليسوا أهلاً لثقة الجمهور، ولن يكون بإمكانهم أن يكونوا رجال دولة يمكن الركون إلى قيادتهم في ساعة الشدة وعندما يحيق الخطر بالدولة". وفي جلسة نقاش بثها الليلة الماضية التليفزيون الإسرائيلي، قال الدار: "مع كل أسف، وفي ظل موازين القوة السياسية داخل الحلبة الحزبية لدينا، فإن كل المرشحين لتولي قيادة الدولة هم من ذوي المستويات المتدنية في إدارة الحكم وقيادة الدولة". وشدد المعلق السياسي على أن معظم هؤلاء المرشحين لقيادة الدولة سبق لهم أن كانوا في دائرة صنع القرار، وفشلوا في مهامهم. "مغامرات غير محمودة" المفكر الإسرائيلي ذو التوجهات اليسارية "ميرون بنفنستي" حذر بدوره من أن الإسرائيليين قد يندمون ندماً شديداً في حال إذا أُجبر أولمرت وبيرتس على الاستقالة. وفي مقال نشر صباح يوم الخميس 24-8-2006 في "ها آرتس"، قال "بنفنستي": "هناك احتمال أن يتولى قيادة الدولة قادة اليمين المتطرف الأغرار والمتعجرفون أمثال أفيغدور ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" الذي يمثل قمة التطرف في الحلبة السياسية الإسرائيلية، والذي سيقود إسرائيل إلى مغامرات لا تحمد عقباها". وحذر المفكر الإسرائيلي "نشطاء حركات السلام" من المشاركة في الأنشطة الاحتجاجية ضد الحكومة جراء إخفاقاتها في الحرب باعتبار أنهم "يعجلون بعودة اليمين المتطرف للحكم". وفي الاتجاه ذاته، يرى "أوري دان"، المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إريل شارون، في مقال نشر بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية الخميس، أن الدولة بالفعل تفتقد إلى جيل السياسيين القادر على قيادتها، واصفاً الجيل الحالي ب"الهزيل"، ومشدداً على أنه لن يكون بالإمكان إعادة هيبة إسرائيل بهذه النوعية من الساسة. فشل باراك ونتنياهو ويقول مراسل "إسلام أون لاين.نت" للشئون العبرية: إنه من اللافت للنظر أن ساسة إسرائيليين يطرحون فقط اسمي رئيسي الوزراء الأسبقين إيهود باراك وبنيامين نتنياهو كمرشحين لخلافة أولمرت وبيرتس. ويستفز هذا الطرح النخب العسكرية المثقفة في إسرائيل على اعتبار أن باراك ونتنياهو فشلا خلال قيادتهما للدولة فشلاً ذريعا في كل مجال من مجالات الحكم تقريبا، على حد قولهم. ويصب الجنرال "عوزي ديان"، الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، جام غضبه على الذين يريدون إعادة باراك للحكم. ويقول في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية صباح الخميس: "إذا كنا نريد أن نعيد باراك للحكم لكي يصلح الضرر الذي تكبدته إسرائيل بسبب الحرب، فإن علينا أن نذكر دائماً بأن باراك هو أحد المسئولين عن نشوب هذه الحرب". ويعيد "ديان" للأذهان حقيقة أن باراك عندما كان رئيساً للوزراء أمر في عام 2000 بفرار الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان أمام ضربات حزب الله، وهو بالتالي من منح حزب الله القدرة على إثبات أنه أول طرف عربي يستطيع هزيمة إسرائيل، على حد قوله. "موشيه شاحال" أحد زعماء حزب العمل، والذي شغل في السابق منصب وزير الأمن الداخلي، يرى أن صفات باراك الشخصية لا تؤهله لقيادة الدولة، مشيراً إلى أن باراك أجبر على الاستقالة بعد مضي أقل من نصف ولايته. أما عن نتنياهو، فيقول مراسلنا: إن عدد الرافضين لعودته أكبر من أن يحصى، وإن جميع منتقديه يشيرون إلى قضايا الفساد التي تفجرت في عهده، بالإضافة إلى ضعف قدراته القيادية. وينوه "دان مريدور" الذي شغل منصب وزير المالية في حكومة نتنياهو، بأن الأخير لا يمكنه التخلص من ميله الفطري نحو الكيد لزملائه بالحكومة والكذب عليهم بشكل لا يليق بمن يقف على رأس الدولة. وحول الجانب نفسه، قال "مشعال" مقدم البرامج الحوارية الشهير في القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي الثلاثاء الماضي إنه سأل 90% من نواب الكنيست حينها عن مصداقية نتنياهو، فقالوا إن الكذب هو أكثر ما يمكن أن يوصف به. عودة الجنرالات بجانب ذلك، فإن الكثير من المفكرين الإسرائيليين يحذرون من العودة إلى حكم الجنرالات، ويفضلون الساسة من ذوي الخلفيات العسكرية. ويقول الباحث والجنرال المتقاعد، "رؤفين فيدهستور": إن التجربة دلت على أن الجنرالات لم يساهموا إلا في تدهور مستوى السياسة في إسرائيل. ويلفت "فيدهستور" إلى أن معظم العسكريين الذين يشار إليهم حالياً بالبنان، وتحاول الأحزاب إقناعهم بالانضمام إليها، كان لهم دور كبير في الضربة القوية التي تلقتها إسرائيل في الحرب الأخيرة ضد حزب الله الذي دامت 34 يوماً.