كشف ملف شابين من باب الوادي أن الجماعات الإرهابية التي كان ينشط ضمنها شريكهم الثالث المتواجد في حالة فرار كانت تنوي توسيع نشاطها بالعاصمة من خلال تجنيد شباب من الوسط لتنفيذ عمليات تفجيرية تستهدف أعوان الأمن بباب الوادي عن طريق التفجير عن بعد بواسطة الهواتف النقالة قبل تاريخ تسجيل الشرائح المحدد ب31 أوت 2008، مؤكدا أن العملية كانت ستحدث صدى إعلاميا كبيرا. القضية كانت من تخطيط الإرهابي (ب.أيوب) الذي كان ينوي وضع قنبلة يدوية في ساحة كيتاني داخل سيارة وأن يتصل الإرهابي (ب.حليم) بالرقم 17الخاص بالشرطة من أجل إعلامهم أن فتاة تتعرض لاغتصاب من قبل مجموعة من الشبان وفي تلك الأثناء يتم تفجير القنبلة عن بعد. تضمن ملف الإرهابيين، حسب ما جاء على لسان ممثل الحق العام، أن المتهم (ب.حليم) المكنى يوسف ضبط في حالة تلبس عندما كان يتأهب لوضع قنبلة داخل جهاز هاتف النقال موصل بأسلاك تفجير. كما عثرت المصالح ذاتها على قوائم مشتريات وثلاثة هواتف نقالة كان يستعملها في الاتصال بالجماعات الإرهابية. كما أضاف النائب العام أنه في الوقت نفسه تم إلقاء القبض على المتهم الثاني س. شمس الدين ، ومن مجمل ما جاء في تصريحات المتهم ب.حليم أنه كان على علاقة وطيدة بالمتهمين الآخرين لكونهما من أبناء الحي. أما المتهم الثاني س.شمس الدين فقد أكد بصريح العبارة أمام أول محضر له أن المتهم ب.أيوب المتواجد في حالة فرار اتصل به بعد عودته من سوريا سنة 2009وطلب ملاقاته بباتنة وهناك عرض على المتهم ب.حليم الفكرة فوافق وتوجها إلى باتنة. أما العملية الثانية التي كلف بها فتمثلت في شراء المؤونة ومستلزمات أخرى كمنظار، ساعات يد إلكترونية، 4 بطاريات شحن من نوع نوكيا. كما عاود الإرهابي بلعرج أيوب الاتصال بالمتهم ب.حليم وطلب ملاقاته بالبويرة مع ضرورة جلب الأقراص المضغوطة المتعلقة بالعمليات التفجيرية بالعراق، مستفسرا منه ثمن مولدات الطاقة غير أن المتهم أجابه بأنه توجه إلى الرويبة ولم يجدها. عمليات أخرى كلف بها الإرهابيان كانت مرتين إلى منطقتي الضاوية وتاخابوت بتيزي وزو من أجل تزويد الجماعات الإرهابية بالمؤونة. والعملية الأخطر التي كلف بها الإرهابيان كانت شهر جويلية 2008عندما أعطاه علبة حلويات وضع فيها قنبلة تقليدية الصنع وكلف أيوب بأن يضع القنبلة شريطة أن ينفذها قبل تاريخ 31أوت 2008نهاية تسجيل الشرائح، وأن ينتظر تفجيرها إلى غاية اتصال المتهم بلعرج به. غير أن مصالح الأمن ألقت القبض على المتهم متلبسا. المتهمان وأثناء محاكمتهما أمام قاضي الجنايات أنكرا الجناية والمتمثلة في الانتماء إلى جماعة إرهابية، غرضها بث الرعب في أوساط السكان، الاعتداء على الأشخاص وتعريض حياتهم للخطر ووضع متفجرات. كما يتابع هؤلاء أيضا بجناية محاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد. وأضاف المتهم ب.حليم أنه تعرض لأشبع الطرق الوسائل المستعملة في التعذيب لذلك أرغم على إمضاء محاضر الضبطية القضائية دون الاطلاع عليها. أما المتهم الثاني فقد تنقاضت تصريحاته هو الآخر، نافيا في الوقت نفسه مشاركته في عمليات دعم الجماعات الإرهابية الناشطة بمناطق باتنة، بوغني بتيزي وزو والبويرة. وعن كراء السيارة فقد أنكرها جملة وتفصيلا بالرغم من شهادة الشهود التي أكدت ذلك، وعقد الكراء الذي يحمل اسم المتهم. غير أن قاضي الجلسة أكد أنه سبق له أن أدلى أمام قاضي التحقيق بأنه كان يقوم بتحميل العمليات التفجيرة التي كانت عبر شبكة الإنترنت وزيارته لمواقع من الفلوجة والجنين، الفردوس، التي تبين نشاط القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي وكان ذلك بطلب من الإرهابي بلعرج ايوب. في الأخير جرمت ممثلة الحق العام الوقائع المتابع بها المتهمان مؤكدة في الوقت ذاته أنه لولا تفطن رجال الأمن وإلقاء القبض على المتهم متلبسا لأدت العملية إلى ضحايا آخرين من أعوان الأمن والتمست لكل واحد منهما عقوبة 20سنة سجنا.