يعاني سكان الدارالبيضاء من نقص حاد في عدد المساجد، إذ لا توجد بها سوى ثلاثة مساجد كبرى لا تغطي الكثافة السكانية لهذه البلدية، حيث يضطر العديد من السكان إلى تكبد عناء السير لمدة طويلة حتى بلوغ المساجد. وقد عبر بعض المواطنون ممن التقتهم «البلاد» عن تذمرهم وسخطهم من النقص المسجل فيما يخص بيوت الله على مستوى البلدية، رغم غنى هذه الأخيرة واختلاف مصادر تمويلها، يقول احد الشبان: «لا يوجد في الدارالبيضاء سوى ثلاثة مساجد والمتمثلة في (الفتح بوسط المدينة، والخلفاء الراشدين بالقرية ومسجد آخر بحي كريم بلقاسم)، إضافة إلى بعض المصليات، وتعتبر هذه المساجد قبلة لغالبية سكان الحي، حيث تشهد اكتظاظا كبيرا أحيانا يتعدى الأمر إلى بقاء العشرات من المصلين خارج المسجد خصوصا في الأعياد وأيام الجمعة، فيضطر هؤلاء إلى تأدية الصلاة على الأرصفة والساحات المحاذية للمساجد. وقد لاحظت «البلاد» خلال جولتها الاستطلاعية بالقرية في ذات البلدية بعض الأشغال على مستوى مسجد الخلفاء الراشدين بغرض توسيعه لضم أكبر عدد من المصلين، وقال لنا أحد المواطنين في هذا الصدد أن جزءا من البناء الجديد سيخصص للنساء. وحول هذا النقص في عدد المساجد، قال لنا بعض المواطنين إنهم تقدموا بعدة شكاوى وإشعارات إلى رئيس البلدية للنظر في قضية الحال والاستعجال ببناء مساجد جديدة على مستوى كل حي، لكن مطلبهم هذا لم يجد أذنا صاغية، حسبهم. أما فيما يخص حي الحميز، فقمنا بجولة استطلاعية إلى مساجده، قصد الوقوف على مواقعها ومدى قربها من السكان، وجدنا أنها تحيط بالحي على شكل دائري، فهناك مسجد من جهة «الصوفرا» في الحميز5 الغربي ومسجد من الجهة الشرقية المحاذي لسوق»باغول»، ومسجدين آخرين في الجهة الجنوبية، لكن ما لفت انتباهنا أن وسط الحي، خال تماما من المساجد، وهو ما دفعنا للتساؤل عن موقف السكان من هذا التوزيع فقيل لنا إنهم يضطرون إلى الانتقال للمساجد المجاورة، رغم وجود قطعة ارض مخصصة لبناء مسجد «أبي ذر الغفاري» بحي الحميز04، إلا أن هذا الأخير عرف عدة مشاكل، ففي بادئ الأمر، أقدم بعض المواطنين على ترسيم قطعة ارض عشوائية، بمحاذاة بعض الأراضي الزراعية والشروع في بناء مصلى للحي، لكن قامت البلدية بمنعهم من ذلك، نظير ذلك طالبت مجموعة فلاحية بهذه القطعة مدعين أنها تابعة لأراضيهم، وفي هذه الآونة كثر الطلب على هذه القطعة من طرف المواطنين كونها المنفذ الوحيد لبناء المسجد. وبعد اخذ ورد انتهت هذه القضية بتخصيص هذه القطعة لبناء المسجد، الذي تنفس به السكان الصعداء، لما عانوه من كثرة الترحال، على حد تعبيرهم، إذ يقول احد الشيوخ، «كنت اقضي حوالي نصف ساعة أو أكثر حتى أصل إلى المسجد، فأنا طاعن في السن، ولا أقوى على السير كل هذه المسافة، التي تفوق الكيلومتر. أما في فصل الشتاء فحدث ولا حرج، إذ صرح بعض المواطنين أن الكثير منهم ممن لايملكون الوسائل للتنقل، يصلون جل أوقاتهم في المنزل ماعدا الجمعة التي يقصدون فيها المساجد، ف الساعات الأولى بعد شروق الشمس، وهذا للوصول باكرا، وكذلك لتجنب البقاء خارجا، لأن معظم هذه المساجد تعاني من الضيق الكبير منذ سنوات، ومايزال الأمر على حاله، إذ يحدث على مرأى ومسمع من الجهات المعنية دون أن يحركوا ساكنا، حسب تعبيرهم.