يعتبر سوق «باغول» الفوضوي بالحميز، أكبر نقطة سوداء في بلدية الدارالبيضاء، تراكمت عليه السنين، وغطته وعود المسؤولين دون الوفاء بها، إذ لا يزال مشكل هذا السوق هاجس المواطن وعقدة يومياته طوال السنة. فهو بقربه من واد الحميز، يعد مبعثا للأمراض والأوبئة، ومصدرا للتسممات الغذائية، نظير ذلك يشهد هذا السوق إقبالا كبيرا من المواطنين، لاقتناء مختلف الخضر والفواكة المعروضة، في السيارات المرصوفة على حافة الوادي. وفي جولة استطلاعية قادت «البلاد» إلى هذا السوق النشيط، وسؤالنا لبعض المواطنين عن درايتهم ووعيهم بالخطر الذي يتربص بهم جراء اقتناء هذه الخضر، التي لا يفصل بينها وبين الوادي إلا بضعة أمتار، قال أحدهم نحن نعلم أن هذا الأمر جد خطير، لكننا نشتري «البطاطا» بمحاذاة المياه القذرة والروائح الكريهة دون أي اكتراث، مشيرا إلى أن الناس ألفوا هذا الوضع الذي يرجع إلى سنين خلت. من جهة أخرى فالسكان مجبرون على اقتناء مستلزماتهم من هذا السوق، لأنهم يقصدونه لأسعاره المعقولة، مقارنة بمحلات الخضر التي تستغل بعده عن الأحياء المجاورة حتى تضارب بالأسعار. الازدحام يجبر السكان على الذهاب سيرا إلى السوق رغم بعده وكون هذا السوق الوحيد، يقع في المدخل الشرقي للحي، فقد أجبر السكان على التنقل إليه لما يقارب الكيلومتر سيرا على الأقدام، ربحا للوقت، وتجنبا للازدحام الخانق على الطريق الرئيسي، يقول أحد المواطنين في هذا السياق أنا أقطن في حي الحميز 05، الذي يقع في الضاحية الغربية، وأعاني الويلات حتى أصل إلى هذا السوق، فرغم كثافة خطوط النقل بهذا الطريق، إلا أن الأمر يستغرق مدة أقل سيرا على الأقدام، مقارنة بالانتقال في الحافلة، التي تستغرق ضعف الوقت. كما عبر العديد من المواطنين عن تذمرهم إزاء هذا الوضع الذي يتزايد يوما بعد آخر، في إشارة منهم إلى أن الازدحام الناتج عن السوق، أثقل كاهلهم، ونغّص حياتهم، يقول أحد المواطنين، «أنا أعبر هذا الطريق يوميا، وهو منفذي الوحيد من وإلى المنزل، فأنا أقضي حوالي 40 دقيقة حتى أخرج من الازدحام، مايضيع لي الكثير من الوقت»، واشتكى معظم المواطنين ممن حاورتهم «البلاد» من نقص إن لم نقل انعدام المشاريع في حي الحميز، خاصة الأسواق الحوارية، إذ يقول «أنا اقطن هنا لأزيد من ثلاثين سنة، ولم اعرف سوقا غير «باغول». وقد طالب سكان الحي المسؤولين بحل هذه المشكلة نهائيا وليس إعطاء الوعود كعادتهم، وذلك بنقل هذا السوق إلى مكان آخر، مع إنشاء أسواق جوارية موزعة على الحي.. إذ اتهم هؤلاء رئيس البلدية، بالتقاعس واللامبالاة التي يتعمدها هذا الأخير، مطالبين إياه بتطبيق المشاريع التنموية التي تدعي البلدية تخصيص حصص مالية معتبرة لتطبيقها، حسبهم. كما طالبوا أيضا بالمساواة بينهم وبين أحياء الدارالبيضاء الأخرى، على غرار «القرية» التي قالوا إن «المير» يقطن فيها.